أكد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر أن “عاصفة الحزم” التي أطلقتها قوات التحالف العربي ضد مسلحي الحوثي وقوات الرئيس السابق على عبد الله صالح “منعت كارثة أمنية إقليمية كانت ستصيب العرب جميعاً”. وقال بن دغر خلال احتفالية بمناسبة الذكرى ال54 لثورة 26 سبتمبر أقيمت بمدينة عدنجنوباليمن، أمس، إن “دعم مواقف السعودية في هذه المواجهة التاريخية ضد الفرس وأعوانهم واجب وطني، وموقف أخلاقي لمن أرادوا الخير لأنفسهم ولشعوبهم”.
وبعد أن أكد أن “عاصفة الحزم منعت كارثة أمنية إقليمية كانت ستصيب العرب جميعاً”، أشار بن دغر إلى أن “ثورة 26 سبتمبر 1962 غيرت مجرى التاريخ في اليمن وصححت المسار الوطني، ووضعت البلاد على طريق الحرية والمساواة والتقدم، وأنهت عصوراً من التخلف والعنصرية والسلالية المقيتة والتمييز والخرافة الحاكمة”.
ودعا الانقلابيين إلى تحكيم العقل والمصلحة الوطنية، مضيفاً “من المصلحة الوطنية وحقنا للدماء الاعتراف بالخطأ والعودة إلى الصواب وإلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 بدءاً بتسليم السلاح والانسحاب من المناطق والمدن التي احتلوها واستعادة السلطة الشرعية لمكانتها، تمهيداً للذهاب بعد ذلك للحلول السياسية، استناداً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني”.
وشدد على “أن أمام الحكومة مهاماً ملحة وعاجلة تكمن في استعادة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة للتقدم نحو استعادة الدولة وتحرير البلاد من قبضة المتمردين، والإسهام الفاعل في تطبيع الحياة والتعامل مع اليمنيين على قدم المساواة”.
وأكد أن مدينة عدن كانت ولا زالت مدينة لكل اليمنيين وحاضنة للتسامح والإخاء والانتماء لليمن، لافتاً إلى أن الحكومة ستدشن مشروع إعادة الإعمار في الأيام المقبلة، حيث “ستكون البداية في مديريات كريتر والمعلا والتواهي كمرحلة أولى، تليها مرحلة ثانية بإعمار مديرية خور مكسر وبقية مديريات المحافظة وكذلك محافظة لحج، إضافة إلى إعادة الاعتبار لصندوق إعمار أبين ليعود للمهام التي أوكل بها”.
وأوضح “أن الحكومة ستعمل على استعادة الخدمات العامة في عدن وجميع المحافظات المحررة وستبحث عن حلول توقف تدهور الكهرباء، وتضع حلولاً عاجلة تخفف من معاناة المواطنين”، لافتاً إلى “أن الحكومة قدمت نحو 13 مليار ريال يمني خلال الأشهر الماضية لتحسين خدمة الكهرباء”.
من ناحية ثانية، أكدت مصادر محلية أن ميليشيات الحوثي اعتقلوا عشرات الموظفي بوزارة الاتصالات في صنعاء واعتدوا بالضرب على متظاهرين طالبوا بمستحقاتهم.
في سياق آخر، اعتقلت نيابة الصحافة والمطبوعات بصنعاء، أمس، المحامي محمد المسوري صالح الذي تولى متابعة قضية تفجير مسجد دار الرئاسة على خلفية شكوى كان تقدم بها المسوري ضد قضاة متهمين بالفساد.
وقال المسوري ل”السياسة”، “قبل أيام كتبت منشوراً بصفحتي في (موقع التواصل الاجتماعي) فيسبوك ضد الفساد في القضاء بشكل عام ثم رفعت قضية ضد أحدهم إلى نيابة الصحافة والمطبوعات، إلا أن وكيل نيابة الصحافة والمطبوعات وأحد أعضائها حبساني في النيابة لساعات قبل أن يفرجا عني بعد تجمهر زملائي المحامين في مقر النيابة”.
من جهة أخرى، شن طيران التحالف العربي خلال ال48 ساعة الماضية سلسلة غارات على مواقع وتجمعات الانقلابيين في صنعاء وفي مديرية نهم بصنعاء (الريف)، وفي لحج وصعدة وشبوة.