لقد بات واضحاً توجه شعب الجنوب بعد فشل الوحدة اليمنية وتحويلها إلى أحتلال ونهب لثروات الجنوب، وتهميش وتطفيش لكوادره وقياداته المدنية والعسكرية، وتجهيل ممنهح لشعب الجنوب، كرسها لوبي الفساد الشمالي (ديني، قبلي وعسكري) ثالوث أسود عبث بطموحات وتطلعات وقدرات الشعبين وقضاء على أحلامهم الجميلة..أنها القوى الظلامية التي أصبحت مصدر للشر والإرهاب، والتحالف مع قوى إقليمية ودولية ضد مصالح شعبها. وقد تبين ذلك جلياً بعدوانها الآخير على الجنوب وإصرارها على تدمير عدن والبقاء فيه كهدف استراتيجي! وقد أثبت شعب الجنوب بمصداقية وشجاعة نادرة بالتصدي لهذا العدوان الغاشم عام 2015، والوقوف مع دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لطرد هذه القوى العسكرية ومليشيات الحوثي، التي سعت لإحكام سيطرتها على أهم الممرات الدولية في خليج عدن ومضيق باب المندب لتصبح تابعة لإيران، تهدد الأمن القومي العربي والخليجي، وتستمر في احتلالها للجنوب ونهب ثرواته
وبعد الانتصارات العظيمة التي حققتها المقاومة الجنوبية البطلة وبدعم التحالف العربي لها، مازالة تواجه الكثير من التحديات والمطبات، ولكن شعبنا الجنوبي العظيم جديراً بالدفاع عنها وعن المكاسب التي حققتها والحفاظ عليها من أي انتكاسات يخطط لها أعدا الشعب الجنوبي للنيل منها بطرق وأساليب مختلفة، وذلك بسبب المصالح الدولية والإقليمية، والأطماع المحلية التي تربط لوبي الفساد داخل الشرعية اليمنية والقوى الانقلابية، التي تسعى إلى وأد مطالب شعبنا المشروعة، وتنسق سراً وتنشط إعلامياً واستخباراتياً، لشق الصف الجنوبي، وخداع الجيران والتحالف العربي، لتمرير مشروعهم التوسعي على حساب إرادة الشعب الجنوبي التواق للحرية، وهوالحليف الاستراتيجي الوفي لدول التحالف العربي والضامن الحقيقي لأمن المنطقة من التوسع الفارسي، ومحاربة الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه
و في الوقت الذي لم تسطع الأطراف الدولية والإقليمية التوصل إلى حل نهائي للأزمة اليمنية، بسبب تعنت القوى الإنقلابية التي تحاول بسط سيطرتها الكاملة على اليمن بالتنسيق مع قوى إقليمية ودولية وبعض أقطاب الشرعية اليمنية، بهدف البقاء في الجنوب والوصول إلى عدن من جديد بحكم موقعه الاستراتيجي الهام وأهميته لدى الساسة الإيرانين ! ولهذا الجنوب مازال يواجه تحديات كبيرة وجسيمة وتآمرات داخلية وخارجية تتضح معالمها من خلال الحرب الاقتصادية الموجهة ضد شعب الجنوب، في محاولة لتعطيل الحياة العامة والخدمات الضرورية مثل الكهرباء والمياه..لخ بالإضافة إلى زعزعت الحالة الأمنية من تفجيرات وإغتيالات في العاصمة عدن!
إن المرحلة تتطلب اليقظة والحذر وإتخاذ الوسائل الوقائية الكافية من قبل السلطات المحلية وحكومة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والتحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات.. ويتوجب على السلطات المحلية والحراك الشعبي الجنوبي والمقاومة الجنوبية إتخاذ الإجراءات التالية من دون تأخير أو مماطلة
الأعداد الجيد لذكرى ثورة 14 أكتوبر و30 نوفمبر وتحويلهما إلى تظاهرة شعبية عارمة تعكس تطلعات شعبنا نحو الحرية، وايصال رسائل واضحة وحاسمة للإقليم والعالم على إصرار شعبنا لتحقيق هذا الهدف النبيل الذي راح ضحيته قافلة من الشهداء والجرحى
الاسراع لتشكيل مجلس عسكري جنوبي بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي وعضوية محافظي المحافظات المحررة وبعض القيادات العسكرية والأمنية النزيهة والمخلصة للقيام بواجبها تجاه الوطن
إجراء بعض التغيرات الضرورية في مرافق الدولة والمحافظات، واستبدال العناصر الفاسدة بالكفاءات النزيهة والمخلصة، لوقف العبث بالحياة العامة للناس وبالخدمات الضرورية التي يستخدمها أعدا الإنسانية كسلاح ضد الشعب
الإسراع إلى دمج المقاومة الجنوبية بالجيش والأمن، وإعادة بناء هذه المؤسسات الهامة في الجنوب بالتنسيق مع دولة الإمارات، وذلك بعد غربلتها من العناصر المرتبطة بالقوى الظلامية
مواصلة الجهود لتوحيد القيادات الجنوبية تحت مشروع وقيادة واحدة، وفق عمل مؤسسي منظم يبدا من المديريات ثم المحافظات لاختيار قياداتها ومندوبيها إلى مؤتمر عام للجنوبيين، يتم فيه اختيار قيادة ومجلس سياسي يمثل الجنوب في أي مباحثات قادمة باعتباره ممثلاً لشعب الجنوب. وفي حالة الفشل وعدم بلوغ لهذا الهدف، تشكيل (كيان السياسي) يحق للمجلس العسكري القيام بمهام هذا الكيان السياسي إلى جانب الدور العسكري، لإخراج الجنوب من أزمة القيادة التي أصبحت معيقة لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي وتأخير استحقاقاته، وبالتالي علينا جميعاً دعم ومؤزرة هذه القيادة العسكرية والوقوف إلى جانبها لتحقيق مطالب شعبنا