قد يتفاجأ البعض من مقولة (الشرطة ليست في خدمة الشعب) ولكن هذا واقع الحال في مدينة عدن.. المدينة التي لم تعرف سوى القوانين للحصول على الحق المسلوب أو المسروق.. فالأوضاع التي عاشتها المدينة والبلاد عموما خلال العام الماضي استغلها البعض بطرق غير قانونية وبدأ يمارس أعمالا خارجة عن القانون مستغلا عدم وجود (حسيب ورقيب). في أحد أحياء مديرية البريقة غرب عدن تبدأ قصة (الشرطة) ومعاناة (الشعب).. قصة 12 منزلا تعرضت للسرقة وتم الإبلاغ عنها ومعرفة المتهمين بالجريمة (الصحيفة تتحفظ على أسماء أصحاب المنازل المسروقة ونوعية الأشياء التي سرقت منهم) واستمرت معاناة المواطنين جراء تجاهل الشرطة وعدم القبض على المتهمين. بعد تأكيدات من الأهالي من خلال طرق السرقة المتشابهة والبصمات والدلائل تبين أن تلك العناصر هي المجرمة.. ولكن المواطنين لم يستطيعوا فعل شيء سوى اللجوء إلى الشرطة كونها الطريقة الوحيدة لأخذ الحق واستعادته بالقانون.. لكن كانت هناك صدمة لم يكن يتوقعها من تعرضت منازلهم للسرقة وهي أن الأجهزة الأمنية لم تحرك ساكنا لاستعادة الحقوق أو حتى ضبط المتهمين، فكثرت عمليات السرقة وطالت منازل أكثر دون تحرك من قبل الجهات الأمنية الأمر الذي خلق لدى المواطنين تساؤلات كثيرة، أهمها لماذا لم يتحرك الأمن ولم يقبض على المتهمين للتحقيق معهم وإحالتهم للقضاء لنيل جزائهم.. هل أن الشرطة أصبحت عاجزة عن حماية المواطنين وممتلكاتهم.. هذه تساؤلات كثيرة طرحها المواطنون، ونتمنى الإجابة عنها من قبل إدارة الشرطة في البريقة وإدارة أمن محافظة عدن التي لم تتوقف عن التوجيهات بضرورة التحقيق في قضايا السرقات!. وعلمت (عدن الغد) من خلال مواطنين سرقت منازلهم في حي الكسارة بمديرية البريقة خلال الفترة الماضية أنهم يعانون من تجاهل قيادة الشرطة في المديرية للقضايا التي يرفعونها بشأن تعرضهم للسرقات المتكررة من أشخاص معروفين على حد تعبيرهم.
المواطن يخشى السرقة في وضح النهار ومن خلال اطلاعنا على رسائل المواطنين لإدارة أمن عدن تبين أنهم يعانون تجاهلا متعمدا من قبل القائمين على مركز شرطة البريقة الذي لم يحرك ساكنا بعد أن ثبت وقوع 12 سرقة على الأقل في المنطقة بصورة مشابهة.. وتحدثت الرسائل المعمدة من قبل إدارة الأمن عن أن المواطنين تعرفوا على بعض المشتبه بهم بالسرقة وقد تم إبلاغ الأجهزة الأمنية في المديرية ببعض الأسماء إلا أنها (أي الأجهزة الأمنية) بحسب الرسائل تجاهلت الأمر ولم تكلف نفسها إجراء تحقيق مع أي أحد من أصحاب تلك الأسماء. كما أن الرسائل أكدت أيضا أنه لم يتم استدعاء البحث الجنائي في أي قضية تتعلق بالسرقة لهذه المنطقة التي أصبح فيها المواطن يخشى على منزله من السرقة في وضح النهار.
التجاهل مستمر
بعد أن عجز المواطنون الذين تعرضوا للسرقة من أخذ حقهم والقبض على الجناة المعروفين على حد تعبيرهم قاموا بالتوجه إلى الشيخ سعيد سالم سعيد درامة عاقل حي منطقة الكسارة وخطيب وإمام المنطقة من أجل رفع رسالة رسمية إلى الجهات المعنية توضح ملابسات السرقات. ومن خلال رسالة العاقل الموجهة إلى رئيس نيابة المحافظة أن المنطقة تعاني من سرقات متكررة وبطرق مشابهة وأنه تم القبض على أحد المشتبه بهم، مشيرا إلى أن التحقيق مع هذا الشخص توقف فجأة دون علم الأسباب وأغلق ملف قضايا السرقة بصورة مريبة وغريبة من قبل شرطة البريقة وإطلاق سراح المشتبه به، بالرغم من أن التوجيهات كانت واضحة في سرعة التحقيق وإحالة الملف للنيابة العامة. تغيير الشرطة
عاقل الحارة سعيد سالم درامة واصل رفع الرسائل باسم المواطنين في المنطقة إلى الجهات المعنية لعل أحدا يستجيب ويوقف عمليات السرقة في الحي.. حيث قام بإرسال رسالة إلى قائد المنطقة الأمنية بشأن سرعة التدخل وإنقاذ المواطنين من هذه الأعمال التي أصبحت تخيفهم مع أسرهم.
وقالت الرسالة إن المواطنين يعانون سرقات في المنطقة والدخول إلى منازلهم وسرقة ممتلكاتهم، وأن الموضوع أصبح يشكل قلقا في ظل تجاهل شرطة البريقة لإنزال تحريين إلى المنازل المسروقة ورفع التقارير الخاصة بذلك. وقالت الرسالة إن الجاني طليق وهو معروف لدى الأجهزة الأمنية في المديرية، وطالب العاقل في رسالته قائد المنطقة الأمنية بضرورة وضع حد لتقاعس الأجهزة الأمنية بالمديرية وضبط الجاني واتخاذ الإجراءات اللازمة.
المواطنون يناشدون النيابة
بعد معاناتهم الكثيرة اضطر المواطنون الذين تعرضت منازلهم للسرقة أن يرفعوا رسالة إلى وكيل النيابة بالبريقة يطالبون فيها بضرورة رفع الأدلة من مواقع السرقات التي تمت في منازل بمنطقة (الكسارة). وقال المواطنون في رسالتهم إن ملف قضية السرقات المتكررة بالمنطقة لم يتم تحويله إلى النيابة وهذا يثير الشكوك في أداء مهام الشرطة.
ماذا بعد؟
ما كان المرء ليصدق وهو يقرأ الرسائل والأوراق التي جاء بها المواطنون للصحيفة أن الأمن والأمان أصبح حلما في مدينة عدن.. فالمواطنون أصبحوا يعرفون من يقوم بسرقتهم ولا يستطيعون أن يحركوا ساكنا، لا نستطيع أن نقول سوى "أيها المواطنون احموا منازلكم بأنفسكم، بكل الوسائل المتاحة".