استمرار الحرب الأهلية في اليمن التي مضى عليها الآن أكثر من عام ونصف العام تركت آثارها الكارثية على أكثر من صعيد تحمل عبئها ونتائجها المواطن اليمني وليس غيرة. اليوم أعلنت محافظة الحديدة " محافظة منكوبة " وهو الإعلان الذي تأخر كثيرا حيث جاء بعد ان استفحلت المجاعة وانتشرت الأمراض والأوبئة هناك وبشكل مخيف. لكن الواقع يؤشر ان اليمن بأكمله يعيش الكارثة و يحتاج ان تتشجع حكومة الشرعية وتعلن ان اليمن بأكمله منطقة منكوبة بحيث تطالب المنظمات الإنسانية الدولية المعنية بالقيام بدورها. يأتي هذا بعد توقف رواتب الموظفين ومعاشات التقاعد الناتج عن غياب الدولة وما استتبعه ذلك من توقف الدعم وضعف وانعدام الخدمات العامة وتلوث مياه الشرب وانتشار الأمراض والأوبئة والتي مثل انتشار وباء الكوليرا مظهر من مظاهر الكارثة التي تعيشها اليمن. في هذا السياق دعوني احكي لكم قصة تمثل صورة من صورة العذابات والتحديات التي تواجه اليمنيين في ظل الحرب، إذ صار احتمال تقييد حركة سفر الناس إلى الخارج أمرا واردا بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن انتشار وباء الكوليرا في اليمن رغم ان المنظمة لم تعلن رسميا عن تقييد حركة اليمنيين المسافرين إلى الخارج لكنها لم تشير في بيانها ان انتشار الوباء في اليمن لايستدعي بالضرورة اتخاذ إجراءات من قبل الدول تقيد حركة السفر من والى اليمن. كما فعلت في سبتمبر 2015 عندما انتشر وباء الكوليرا في العراق هذا الوضع السائب ترك بلدان تجتهد وتمنع دخول اليمنيين إلى بلادها أو المرور عبرها وهذا مافعلته السلطات الجيبوتية. في 23أكتوبر إعادة السلطات الجيبوتية نحو 500 مسافر يمني " ينتمون إلى محافظات يمنية مختلفة" أغلبهم من تعز و صنعاء سافروا بحرا بسبب "نقص الرحلات الجوية اليمنية "، من ميناء عدن في رحلة استغرقت 12ساعة بينهم طلاب وأمراض قاصدين دول أخرى للدراسة والعلاج وغيرة . لكن السلطات الجيبوتية وبعد ان وصلوا إلى جزيرة ابخ الجيبوتية منعتهم من دخول جبوتي بحجة انتشار مرض الكوليرا في اليمن ورغم توسلاتهم واستعدادهم للفحص أو الخضوع للتلقيح ضد الوباء لكن كل هذا لم تشفع لهم فقد إعادتهم بنفس المراكب الثلاث التي أقلتهم بحرا ليصلوا إلى ميناء عدن في اليوم التالي المكان الذي انطلقوا منه. هذه واحدة من صور عذابات الإنسان اليمني. التي أصبحت تواجه اليمنيون فقد صار من المتعذر على المريض السفر إلى الهند للعلاج بعد إغلاق قنصليتها في اليمن وأصبح من المتبع ان تمنح تأشيرة الدخول من القنصلية المعتمدة في جبوتي. لذلك احتمالات اتخاذ المزيد من تقييد حركة السفر والتجارة أمرا واردا ويزيد الوضع قتامة اثر التعرض للملاحة الدولية في مضيق باب المندب والذي أفضى، إلى ارتفاع كلفة التأمين على البواخر التجارية القاصدة اليمن بعد ان صنفت منطقة عالية المخاطر هذا إلا جراء من المحتمل أن يرفع أسعار المستهلك بنسبة 20 فوق ماهو عليه.