أكّد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، اليوم، أن "مشروع خارطة الطريق المقدمة من قبل المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لا يحمل سلاماً بقدر ما يحمل ترحيل الأزمات عبر الحلول المجزّأة والمفخخة"، مشيراً إلى أن اليمن يمر بمنعطف خطير للانتصار لإرادة الشعب اليمني. وأشار هادي، خلال اجتماعه الذي عقده في مقر إقامته المؤقت بالعاصمة السعودية الرياض مع مستشاريه، ونائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر، ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، إلى أن "إيران لها أطماع في اليمن والمنطقة، وتسعى من خلالها إلى زعزعة أمن المنطقة والملاحة الدولية، عبر التحكم من خلال أدواتها على مضيقي هرمز وباب المندب". إلى ذلك، أكدت مصادر سياسية، أن "خارطة ولد الشيخ لا ترتكز إلى أي سلام حقيقي في اليمن، بل تكرّس لحروب قادمة ستحرق الأخضر واليابس في حال تم تنفيذها على أرض الواقع"، مؤكدة أن "أي خارطة طريق لا تستند إلى المرجعيات الثلاث، المتمثلة في المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والقرار الأممي 2216، تعدّ باطلة ولا تمت بصلة للشعب اليمني". ولفتت المصادر إلى أن "ولد الشيخ يحاول من خلال هذه الخارطة الجديدة الضرب بقرارات مجلس الأمن عرض الحائط، ويكافئ بها الانقلابيين الذين تسببوا في قتل أبناء الشعب اليمني، ودمروا البنية التحتية، وهجّروا الآلاف من منازلهم لرفضهم مشروعهم الانقلابي المدعوم من إيران". وذكرت أن "أبناء الشعب اليمني يرفضون تلك الخارطة التي تزيد من معاناة أبناء الشعب، الذي يعاني من وضعٍ اقتصادي غاية في الخطورة من خلال سيطرة المليشيا على البنك المركزي ونهبها للأموال والخزينة العامة والاحتياطي النقدي للدولة". ميدانياً، سقط عدد من القتلى والجرحى خلال مواجهات بين قوات الشرعية والانقلابيين في محافظة شبوة، جنوبياليمن، فيما أعلنت المنطقة العسكرية الخامسة مقتل قائد لواء خلال معارك مع مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحلفائهم في محافظة حجة، غربي البلاد. وأوضحت مصادر في المقاومة، أن الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، شنوا هجوماً عنيفاً، الليلة الماضية، للسيطرة على مواقع لقوات الجيش والمقاومة الموالية للشرعية في منطقة بيحان، بمحافظة شبوة. ووفقاً للمصادر، فقد دارت مواجهات عنيفة في أكثر من جبهة في بيحان، نتج عنها سقوط أعداد من القتلى والجرحى الحوثيين قدّرتهم بالعشرات، فيما قتل أربعة على الأقل من أفراد قوات الشرعية. وتعد بيحان من أهم آخر مناطق محافظة شبوة التي يسيطر الحوثيون على أجزاء منها، وتشهد مواجهات ترتفع وتيرتها بين الحين والآخر منذ أكثر من عام. وفي محافظة حجة غربي اليمن، أكدت قيادة المنطقة العسكرية الخامسة مقتل قائد اللواء 82 مشاة، العميد صالح الخياطي، خلال مواجهات مع الانقلابيين في مديرية ميدي الساحلية والحدودية مع السعودية. وتشهد ميدي، وإلى جانبها منطقة حرض، مواجهات متقطعة منذ ديسمبر/كانون الأول 2015، حيث تقدمت قوات موالية للشرعية من جهة السعودية، وسيطرت على مناطق في المديريتين، بما جعلها ساحة لمعارك شبه متواصلة. وفي سياق متصل، كشفت قوات الشرعية، اليوم أيضاً، عن مقتل قيادي في جماعة الحوثي ومسلحين آخرين، في هجوم في تعز، جنوبياليمن، وذلك في الوقت الذي أعلن فيه الجيش إحراز تقدم ميداني في جبهات جنوب المحافظة. وقال مصدر عسكري في قوات الشرعية، إن قوات الشرعية هاجمت مواقع الحوثيين في جبهة الصلو جنوبيتعز، ما أدى إلى مقتل قائد محور الصلو في صفوف الانقلابيين المدعو أبو حرب، وآخرين من مرافقيه، وذكر أن مقتله كان أثناء اقتحام وحدات من قوات اللواء 35 مدرع الموالي للشرعية لموقع تلة الآريال جنوباً. ويعد القيادي الحوثي أبو حرب من أبرز القادة الميدانيين لجماعة "أنصار الله" في جبهة الصلو جنوبيتعز، وينحدر من محافظة عمران شمالي اليمن. وبحسب المصدر ذاته، فقد تمكنت قوات الجيش الوطني، مسنودة بالمقاومة الشعبية، من استعادة السيطرة بشكل تام على منطقة الصيرتين في جبهة الصلو، وسط فرار لعناصر الانقلابيين من تلك المناطق، وأشار إلى مقتل 4 عناصر من الجيش والمقاومة، فيما قتل أكثر 12 عنصراً في صفوف الانقلابيين. في السياق، قال مصدر ميداني في المقاومة، إن "قوات الشرعية حققت تقدماً ميدانياً، وتمكنت من السيطرة على منطقة النجدين وتلة العبلية، ومنطقة السبد، في جبهة حيفان جنوبيتعز، وذلك بعد مواجهات عنيفة مع قوات الانقلابيين". وذكر أن قوات الشرعية استولت، في جبهة المفاليس بحيفان، على طقم تابع للحوثيين يحمل ذخيرة ومعدات كانت في طريقها لتعزيز أحد المواقع التابعه للحوثيين. من جهة أخرى، صدت قوات الجيش الوطني والمقاومة هجوماً عنيفاً للمليشيات الانقلابية بمختلف أنواع الأسلحة على محيط جبل هان الاستراتيجي غرب المدينة، كما تمكنت من إحباط محاولة تسلل للمليشيات الانقلابية في مقدمة الدفاع الجوي شمال غرب المدينة، وإجبار عناصر المليشيات على الفرار. من جهة أخرى، واصل الحوثيون وحلفاؤهم من قوات الرئيس المخلوع قصف الأحياء السكنية بالدبابات والمدافع الثقيلة. وقال سكان محليون إن القصف طاول شارع مناطق شرق وغرب وسط المدينة، ما أدى إلى مقتل 4 في صفوف المدنيين، بينهم ثلاث نساء وإصابة 8 آخرين بجروح، ناجمة عن شظايا.