لم ييأس صالح والحوثي من التمسك بالجنوب وهم على الباطل، بل حملوا شعار الوحدة أو الموت ، وفحواه ومضمونة ، الثروة أو الموت ، لقد طُرد صالح من السلطة شر طردة ، ولكنه مازال متمسكاً بجنوبكم الذي يمثل في نظره البقرة الحلوب ، وتشمشم الحوثي خطوات صالح فوقعت عينه على ما وقع عليه صالح ، فاندهش رجل الكهوف مما يتمتع به صالح وحاشيته من خير وفير في أرض الجنوب التي حافظ عليها المهووسون بالأفكار الرعناء ، فجاء صالح وسلموه الجمل بما حمل ، سلموه رقابنا وثرواتنا ، فانبهر صالح بما رآه من ثروة لا يحلم بها حتى في خياله ، أما أنتم أيها الجنوبيون فهذه أرضكم وهذه ثرواتكم وهذه حقوقكم ، فما بالكم تيأسون عند أول عقبة ؟ ومابالكم تختلفون حتى في تحديد مكان احتفالاتكم ومليونياتكم ؟ لا تيأسوا أيها الأبطال ، ولا تختلفوا ، فمليونياتكم سر نجاحكم وما وصلنا إليه اليوم من انجازات ما هي إلا رصيد نضالاتكم ومليونياتكم التي أبهرتم بها العالم ، فعلمتم العالم كيف يثور ؟ وكيف يُسقط هُبل ، والعزى ، ومناة الثالثة الأخرى ، لقد حررتم العرب من خوفهم ، وهذا قدركم أن تعلموا العرب كيف يتحررون وينتفضون ضد زعامات العقود الأربعة والثلاثة ؟ أيها الجنوبيون إنكم تستقبلون عيد استقلالكم الأول ، وأنتم قاب قوسين أو أدنى من نيل استقلالكم الثاني ، فأنتم من يحكم الجنوب اليوم ولا ينقصكم إلا الإشهار ، وإعلان استقلالكم الثاني ، وقيام دولتكم التي لطالما انتظرناها ، وحلمنا بها ، فلا داعي لتوزيع التهم والخيانات على الجنوبيين ، فالكل يحاول خدمة قضيته من منظوره الذي يراه ، فالعدو يرقب ويترصد خلافاتكم فيتخذها طريقاً للنيل من قضيتكم ، ويعيدكم إلى أحضانه ، وإذا أطلتم الخلاف تمتع عدوكم بتفخيخ المواقف فيما بينكم ، فعدن عاصمتكم ، وعيون العالم عليها ، فاجعلوها محفلكم ، وتمترسوا على أرضها فهي الحضن الدافئ ، فعلى ترابها الحضرمي والأبيني واللحجي والضالعي والشبواني والمهري ، والسقطري ، وكل أطياف الجنوب ، وبعد التحرير يمكننا الاحتفال في كل محافظة من محافظات الجنوب . أيها الجنوبيون : لن يستطيع صالح ولا الحوثي ولا غيرهما العودة إلى جنوبكم الغالي إلا إذا اختلفتم وتباينتم ، فلا تتركوا الفرصة لضباع الكهوف المظلمة أن تعود إلى جنوبكم ، ولا تسمحوا للتمساح الكبير صالح أن ينسج الخطط لقتلكم ، فأنتم أكبر من كل المؤامرات ، فدمتم ودامت الجنوب بخير ، وكل عام وأنتم بخير .