كشفت مصادر متطابقة في اليمن، أن الانقلابيين رفضوا دخول شحنتين من اللقاحات الحيوية خلال أسبوع واحد وأعادوها إلى جيبوتي. وذكرت المصادر أن المتمردين ألزموا طائرتين إغاثيتين على العودة من حيث أتت، رغم سماح التحالف العربي لها بالهبوط في مطار صنعاء لأسباب إنسانية، وهو ما تسبب في تفاقم الأوضاع الإنسانية لا سيما الحالات الصحية الحرجة في المناطق المستهدفة بالمساعدات التي حملتها الطائرتان، فضلاً عن منع دخول المساعدات عبر ميناء الحديدة للمناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين. وأظهر التمرد الحوثي رفضه القاطع لاستقبال البواخر والطائرات وجميع القوافل الإغاثية عبر البر والجو والبحر الواردة إلى المناطق الواقعة تحت نفوذه، في محاولة منه لاستخدام ورقة المساعدات الإنسانية في مفاوضات سياسية وعسكرية، وهو ما يتضح جليًا من خلال الإيحاء بقبول المساعدات الواردة من دول محددة. وأكدت المصادر أن التمرد الحوثي يستهدف من الإجراءات التعسفية التي تسببت في تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، خصوصًا في المناطق الواقعة تحت نفوذه، طلب مساعدات من دول محددة بينها إيران، وذلك لتمرير الأسلحة مع المواد الإغاثية، علاوة على طلب معونات من نوع خاص تخدم أغراضهم القتالية. وجاء رفض استقبال المواد الإغاثية الدولية عبر مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة بعد أيام قليلة من جرس الإنذار الذي قرعه تقرير صادر عن الأممالمتحدة، حذّر فيه من تفاقم الحالة الإنسانية المتردية في اليمن، لا سيما في المحافظات الواقعة تحت سيطرة التمرد الحوثي مثل حجة وصعدة وتعز. ووفقًا للتقرير، تسببت المغامرة الحوثية المتمثلة بالاستيلاء على السلطة عبر الانقلاب على الشرعية في اليمن بمقتل ما يزيد على ألف طفل وترك الملايين من دون الحصول على الرعاية الأساسيّة، ما يجعلهم عُرضة لخطر الموت. وجاء في التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أنه «في ظل تضاؤل إمدادات الغذاء والماء، فإنّ مليون ونصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحادّ، كما أنّ انتشار وباء الكوليرا والحصبة يضع حياة آلاف غيرهم في خطر». وفيما وجهت الأممالمتحدة جهودها نحو توصيل المواد الغذائيّة العلاجية واللّوازم الطبية إلى هؤلاء الأطفال، قابل التمرد الحوثي هذا التوجه بإجراءات معاكسة، ما جعل الأممالمتحدة تتجه إلى الحض على السّماح بوصول الإمدادات والخدمات المنقذة للحياة إلى جميع الأطفال المحتاجين دون عوائق، مشددة على أنه «ليس من مصلحة أحد تعريض الأطفال للخطر»، رغم أنهم مستقبل اليمن.