غدا تهل علينا ذكرى استقلال الجنوب الأول ، وتأتي هذه الذكرى ونحن كجنوبيين ( شرعية وثورة) مازلنا في نفس مربع التخبط والضياع رغم وضوح الطريق أمامنا . كنا نتمنى أن تأتي علينا هذه الذكرى ونحن قد حققنا انتصارا حقيقيا يخدم قضيتنا وأهداف شعبنا التحررية ولكن أبينا جميعا الا ان نبقى في مربع الانتصارات الخاصة الضيقة التي ان كبرت فهي مكسب شخصي وان صغرت فهي خسارة عامة !!! كل ذلك جعل شرعية هادي التي مازالت تبحث لها عن ملاذ آمن لتستقر فيه تنسى جنوبيتها وتتعاطى معنا كجنوبيين ثوار من برج عالي ترانا من خلاله كائنات اصغر بكثير مما كنا عليه حينما كنا نذيق المحتل مرارة ضرباتنا الثورية التي أسقطت هيبته وطغيانه وكسرت عنجهيته وارتقت بأفراد ومنتسبي تلك الشرعية إلى سطح الأرض بعد أن عاشوا عقودا في ظلمات أرض سلطات الاحتلال التي عملوا معها وتحت لواءها !! اليوم تلك الشرعية التائهة وبفضل بعض ممن اختارتهم لتخدع الإقليم وتوهم نفسها بأنهم يمثلون الجنوب وأهداف شعبه التحررية ابتداء من حوار صنعاء ووصولا إلى شراكة السلطات المحلية تمارس العهر السياسي مع هؤلاء الذين يفتقدون لأبسط مقومات التمثيل من حيث اكتمال نمو العقل السياسي، ومن حيث سمو النفس عن الصغائر، ومن حيث نظافة الذمة وعلو الهمة، وطهارة المقاصد وسلامتها وهي المقومات التي اهلت هؤلاء ليصبحوا تابعين لتلك الشرعية ( بصفة الشركاء) وصنعت الاسباب التي خلقت حالة الصراع التي نعيشها اليوم وكذلك حددت أطراف ذلك الصراع !!! لقد جمعتنا لقاءات متعددة باتباع شرعية هادي كطرف جنوبي يجب السمو في المواقف والتعاطي معه لمصلحة الجنوب ، وحاولنا مرارا وتكرارا التنبيه إلى أن للجنوب قضية وطنية لن تأتي الحلول لها من خلال عبثية تلك المشاركات التي تصطنعها تلك الشرعية الهازئة بتضحيات أبناء الجنوب والمتهكمة على ثورتهم وعلى أهدافها ولكنها ستأتي من خلال العمل الصادق الذي يحترم تلك التضحيات ويقدر مشوار ثوار الجنوب، ولكننا في كل مرة وعقب كل لقاء نلمس إصرار الشرعية على مواصلة استغفال أبناء الجنوب واستمرارها في الغوص في مستنقع زرع الفرقة بين أبناء الجنوب من خلال الادوات التي تمتلكها والتي مكنها منها التحالف الخليجي ! !! إن الشرعية ومن خلفها التحالف الخليحي يدركون جيدا ان مطالبتهم الجنوبيين بالالتفاف حول ممثل وحيد كشرط للتعاطي معهم بعد كل مامر به ابناء الجنوب من عمليات هدم وتدمير متعمدة ومنظمة شملت كل نواحي حياتهم من قبل نظام المخلوع صالح ومن خلفه سلطات الشرعية وماتمخضت عنه الصراعات العسكرية التي كانت اخرها معركة مارس 2016م من تدمير نفسي وسياسي واقتصادي هو أمر أشبه بطلب المستحيل بل انه أمر تكاد تحتويه الريبة خصوصا اذا ما ادركنا أن الحالة الجنوبية تلك ماهي الا حالة مشابهة لكل حالات الانظمة العربية الحاكمة المتصارعة والمتشاحنة رغم وجودها في ظل دول وحكام وهذا مايميز أبناء الجنوب بالافضلية عن تلك الدول وتلك الأنظمة في هذه الجزئية ، فالجنوب قضى أبناءه أكثر من عشرون عاما يجاهدون رغم الموانع الكثيرة التي كانت تصنعها السلطات الاحتلالية المتلاحقة على سحقه والعبث بتركيبته الاجتماعية والثقافية والسياسية ، وقد وصلت تلك الجهود الجنوبية إلى تشكل مجموعة من القوى الثورية التي تتباين في الوسائل المؤدية إلى الهدف الأسمى وهو تحرير واستقلال الجنوب ولكنها تلتقي على الهدف ، فاذا توفرت هناك نوايا صادقة من قبل الشرعية ومن خلفها التحالف العربي لاستطاعوا جمع أبناء الجنوب والتعاطي معهم من خلال تلك القوى المنظمة بحكم مايمتلكون من امكانيات مادية بدلا من التعاطي معهم كعصابات وجماعات دينية ومناطقية وغيرها وهو الأسلوب المتبع حاليا من قبل الشرعية والتحالف من خلفها ولاستطاع أبناء الجنوب الوصول إلى تفاهمات تتجاوز بهم العقبات التي يصنعها الآخر أمامهم !!! لقد آن للسيد هادي أن يدرك أن ثوار الجنوب لايحملون له أي ضغينه كما يصور له بعض الموتورون حوله وان ثوار الجنوب لديهم من الوعي مايؤهلهم لاستيعاب ضرورات المرحلة الراهنة التي تتطلب ضرورة الاصطفاف الجنوبي الذي بات السلاح الأوحد في أيديهم أمام خصومهم ، كما أنهم يدركون أن الصراع على أشده في دهاليز غرف فلل وفنادق الرياض وقصر معاشيق وغيرها من الغرف التي تسيطر على أجزائها روائح المؤامرة الكريهة بين بعض القوى التي لاتملك أي تاريخ وطني أو سياسي ولا تعرفها صفحات كتب التاريخ إلا من بعد صفحة العام 1990م وهو العام الذي ولدت فيه تلكم القوي من رحم عقلية المحروق علي صالح السوداوية التامرية ، وبالتالي فإنهم ( أبناء الجنوب) متاهبون للذود عن أهداف ثورتهم التي حملتها وثائق الحراك الجنوبي وعمدت بدماء شهداءه .. الخلاصة ... على الجميع الجنوبي أن يدرك أن لاطريق أمامهم إلا طريق التلاقي والقبول ببعضهم، وعلى الشرعية ان تترك عملية الاستقطاب التي تمارسها مع الآخر وان تغادر مربع ثقافة ( المحروق صالح) وتقبل بالشراكة الجنوبية لانها قد تمتلك ادوات فرض نفسها بالقوة على مستوى الجمهورية العربية اليمنية اذا ماحصلت المعجزة و بحكم الموقف الخليجي لكنها حتما لاتمتلك أدوات تمكنها من فرض نفسها على الجنوب دون المرور عبر بوابة الشراكة التي لم تدفع بعد تلك الشرعية أسهم تواجدها فيها !!!!