جعفر يصادف اليوم ذكرة عمره 65 ويصادف ذكرى استشهادة خلق بطل وعاش بطل واستشهد كذلك الم يكن هو من خلص شعب الجنوب من الحمل الثقيل الرازح على الصدور سنين واعوام !! عجبت لهذا الرجل ان يمتشق العشق لعدن سلاحا ويقود ويقاتل وينتصر ليس لنفسة ولكن لشعب ذاق الامرين حين كنت معة في المجلس العسكرية رايته كيف يخطط وكيف يصدر الاوامر لتنظيم الاعمال القتالية وحين كنت معه رفيقا في الميدان رايتة كيف يقود المعارك ويحقق الانتصارات تلو الانتصار .. قائد اعترك الحياة بصبر وحكمة وحنكة القائد وخين كنت معه وهو يستمع الى مشاكل الناس البسطاء رايت رجل ثاقب النظر مبتسما يرضي الصغير والكبير ويرضي الجميع من خلال الاستماع لمشاكلهم وكيفية اتخاذ القرار في الحل حب الناس فاحبوه كنت رفيقا ملازما له في الحرب والسلم في المجلس الغسكري للتحرير ونحن نهم لتقدير المواقف العسكرية على الخارطة والاستطلاع الميداني على الارض وحساب الوقت في التقدير وحساب الامكانيات واتخاذ القرار كنت عسكريا ملازما لم افارقة وكنا رجلين في جسد واحد وفي لحظات نحن في امس الحاجة لان نكون رجل واحد حتى مع المقاومة وقيادتها الى ان تخقق النصر المبين وبعدها كنت السكرتير الخاص ( السري )لجعفر وعملنا سويا وخططنا سويا ورسمنا خطوط الطول والعرض لهذه المحافظة الباسلة عدن الحبيبة اخي وصديقي الحنون جعفر محمد سعد .. لقد أرقت مدامعي ، واحترقت جفوني وتقرحت شجنا وحزنا وتندما فقد اثار سهد رأيت قد احاط عيونك وخفقات قلبك سمعتها تئن من الألم ، فلويت ذراعي تحت راسك وضممتة الى صدري ثم قبلتة بكل رقة تعزف على أوتارها لحن الوداع الأخير .. فرأيت دمعا ينساب من مقلتيك كانة لؤلؤا تناثر على خديك ثم انساب الى صدري ، وأمسكت بيدي يداك فوجدتها كالثلج باردة ثم خارت قواك وضعفت تنهداتك فشعرت بزمر الملائكة قد هبطت مع أشعة الشمس الآتية من أعماق ذلك المؤن البعيد وأحاطت بمضجعك فانتزعت روحك عن جسدك بكل لطف .. لان نفسك الطيبة التقية لم تمسها عذابات الموت بل تتلطف بها كما تلطف بك الموت حين بلغت روحك التراقي وأطبق المنون جفني عينيك لكنة - اي الموت - قد نهش بمخالبة ضلوعي الضعيفة .. لان المنون حين يحضر يصرع الأجساد وينتزعُ منها الأرواح ، وذلك خين كان روحينا في تلك اللحظة في عناق رهيب ! فبكاك قلبي في داخلي والتهبت في عيني دموعي حزنا وفقدا وتندما ، يا لروعة الروح اذا اشتاقت الى روح ضناها الشوق كادت تموت من الوجد .. فزفت عرائس النور روحك النقية نحو الأفق البعيد خلف غيوم السحب الباكية فانهمرت دموعي وكنت انت برق غيومها ثم اجهش الأصدقاء والأحباء بالبكاء يفقدك ياجعفر ، وجسمي النحيل اسقمة فراقكم ، وانتحب الكرى من عذاب البين ولوعة السهدِ .. كيف لانبكيك ياجعفر وكيف لا نحزن و قد كنت لنا لحن طروبا فاتواريت عنا فتفجرنا أنينا وحنينا وتشوقا ، ورحلت عنا يتيما وبكى اليتم على الحاضر فينا .. ياجعفر وأني اسلك ان جئت اليَّ زائرا فأنشد عليَّ ماحلى بكم بعد الفراق الأليم ..