قال القيادي البارز في حركة الاحتجاجات المناوئة لنظام الرئيس صالح النائب احمد سيف حاشد ان أحزاب اللقاء المشترك استخدمت حركة الاحتجاجات الشبابية في عدد من المحافظات اليمنية كأداة لتعزيز موقفها التفاوضي في مواجهة نظام الرئيس ولأجل تحقيق المزيد من الكسب السياسي في إطار المبادرة الخليجية . وقال "حاشد" والذي يعتبر من أوائل القيادات السياسية التي نزلت إلى الشارع للمجاهرة بالمطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح في حديث له خلال حلقة نقاش مصغرة نظمت في مدينة عدن عصر اليوم السبت بدعوة من نشطاء مستقلون ان المملكة العربية السعودية قامت بادوار سلبية في مواجهة الاحتجاجات الشعبية التي تطالب برحيل نظام الرئيس وذلك مخافة انتقال الثورة في اليمن إلى السعودية وهو مايهدد نظام الحكم في المملكة .
واستعرض في سياق حديث مراحل تطور حركة الاحتجاجات الشعبية في اليمن وخصوصا في صنعاء موضحا المراحل التي مرت بها هذه التحركات منتقدا ما وصفها سيطرة تيار متطرف ينتمي إلى حزب الإصلاح الإسلامي على حركة الاحتجاجات اليوم في ساحة التغيير في صنعاء مؤكدا ان الهدف من الاحتجاجات هو إقامة دولة مدنية حضارية وليست دولة على الطراز الطالباني حد وصفه.
وأشار إلى ان الحوثيين كانوا أول من أعلن الانضمام إلى حركة الاحتجاجات كاشفا ان أحزاب اللقاء دفعت بمناصريها إلى الساحات بعد ان تأكدت ان حركة الاحتجاجات باتت متعاظمة وأنها ثورة وليست تحرك سياسي محدود حد قوله.
ووجه انتقادا حادا لما بات يعرف باللجنة التنظيمية واصفا إياها بأنها مجرد كيان وهمي وواجهة لأشخاص يحاولون التحكم بحركة الاحتجاجات ذاكرا من بين هذه الشخصيات جامعة الإيمان وعلي محسن الأحمر وحميد الأحمر وحسين الأحمر. واختتم "حاشد" حديثه منتقدا الدعوات التي تنادي بتشكيل مجلس حكم انتقالي كون ان أسرة الرئيس صالح لاتزال تمسك بأمور الحكم في اليمن. وتحدث في الحلقة النقاشية الناشط الحقوقي الأستاذ فضل علي عبدالله الذي انتقد الدور السعودي في اليمن مؤكدا انه كان سلبيا للغاية تجاه الاحتجاجات الشعبية .
وقال "عبدالله " ان السعودية أرادت يمنا ضعيفا لكي يتسنى لها السيطرة عليه متهما الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بأنه كان عميلا سعوديا منذ توليه الحكم في اليمن . وتحدثت الأستاذة إحسان عبيد رئيسة المؤسسة العربية للدفاع عن حقوق المرأة والحدث مؤكدة انه يجب التحرك بشكل عاجل اليوم من قبل المستقلين من الحزب الحاكم في اليمن وأحزاب أخرى مستقلين لأجل تشكيل كيان سياسي واحد يدير البلد رافضة فكرة المجلس العسكري كونه سيكون امتدادا لنظام الرئيس صالح حد قولها.
وأكد "عبيد" على ضرورة التحرك العاجل والسريع من قبل كافة الكيانات السياسية في اليمن لأجل وقف ما أسمته تزعم أبناء الأحمر للساحة السياسية في إشارة إلى تزعم أبناء عبدالله بن حسين الأحمر. الناشط السياسي "عارف ناجي علي " تحدث في الحلقة النقاشية عن الدور الذي اضطلع به الشباب في عدن لكنه تطرق إلى ماوصفها بمحاولات حزب الإصلاح الإسلامي السيطرة على الساحة السياسية في عدن منتقداً ذلك وبشدة .
وتحدثت في الحلقة الناشطة الحقوقية البارزة "رضية شمشير" منتقدة غياب التواصل بين الشباب وبين المناضلين القدماء مطالبة بوجود مرجعية لكي يتم وقف الاختلافات التي تعصف بحركة الاحتجاجات. واتهمت شمشير أحزاب اللقاء المشترك بأنها تفتقد إلى رؤية سياسية ناضجة واستراتيجة مفهومة مطالبة بذات السياق تشكيل مجلس انتقالي . وأكدت بدورها على ان السعودية لعبت دورا سلبيا بخصوص الاحتجاجات مضيفة ان السعودية هي عدو تاريخي لليمن .
الناشطة الحقوقية "حنان فارع" تحدثت بكلمة مقتضبة موجهة الانتقاد لبعض القيادات النسوية في عدن مؤكدة ان هذه القيادات ظلت تتفرج على الاحتجاجات لأكثر من شهرين دونما المشاركة فيها.
وتحدثت في الحلقة القيادية في "الحراك الجنوبي" والكاتبة "هدى العطاس" التي أكدت ان حركة الاحتجاجات المناوئة لنظام الرئيس صالح كانت عبارة عن تراكم للأخطاء التي تمارسها نظام الرئيس صالح بحق الشعب. واتهمت العطاس القيادات القبلية والعسكرية ممثلة بال الأحمر بأنهم يحاولون اللعب بما أسمتها أوراق الثورة دون ان يكونوا صانعيها . وتسألت العطاس عما إذا كان الشباب اليوم يملكون القدرة على النأي بأنفسهم عن هذه الأحزاب والشخصيات السياسية . واختتمت حديثها بان المؤسف في اليمن اليوم هو ان من يحكم البلد هو السفير السعودي والأمريكي وليس أبناء اليمن .
وجاء تنظيم حلقة النقاش اليوم ضمن جهود يقودها عدد من الناشطون الشباب حيث قال في هذا الإطار الناشط السياسي "عارف ناجي علي " ل"عدن الغد" ان تنظيم مثل حلقات النقاش هذه يأتي بهدف تعزيز التواصل بين نشطاء الثورة في اليمن وبما يمكن من التوصل إلى نقاط اتصال ومناقشة الاختلالات التي تعترض سير الثورة.