أكد مشاركون في حلقة نقاش على ضرورة تفاعل منظمات المجتمع المدني وكافة الهيئات السياسية والشعبية في مدينة عدن لأجل الحفاظ على سلمية الاحتجاجات المناوئة لنظام الرئيس صالح وبما يضمن تواصل الزخم الشعبي والجماهيري لهذه الاحتجاجات وبما يعكس روح المدنية والحضارة التي اتسمت بها عدن طوال العقود الماضية. وجاء ذلك في حلقة النقاش التي نظمتها اللجنة التحضيرية للحوار الوطني بعدن عصر اليوم الاثنين بمشاركة عدد من ابرز نشطاء منظمات المجتمع المدني في المدينة التي تشهد حركة احتجاجات واسعة النطاق منذ أشهر .
وأقيمت حلقة النقاش بمقر اللجنة الوطنية بخور مكسر تحت عنوان " منظمات المجتمع المدني " ثورة الشباب السلمية " الشراكة والمسئوليات ،واستهلت بكلمة لأمين عام لجنة الحوار القيادي البارز عبد الناصر باحبيب الذي وجه الشكر لكل الحاضرين مشيدا بالدور الذي لعبته عدن على مر التاريخ مستعرضا حلقات النضال الوطنية التي خاضتها المدينة.
واستعرض باحبيب في سياق حديثه عدد من المراحل السياسية السابقة مشيرا إلى ان اليمن شهدت ربيعا وطنيا تمثل في الأعوام التي تلت إعلان الوحدة اليمنية منوها بان هذا الربيع استمر حتى صيف 1994 التي قال أنها كانت حرب النكسة بالنسبة لليمنيين وتركت تشوهات لاتزال أثارها بادية حتى اللحظة حد وصفه.
وتطرق باحبيب في سياق حديثه إلى حركة الاحتجاجات التي تشهدها عدد من المدن اليمنية قائلا بأنها بشارة خير لأجل إيجاد مجتمع مدني قائم على أسس المساواة والعدالة والحرية والديمقراطية.
وتحدث لاحقا د. سالم الهامل عن مجلس عدن الأهلي مستعرضا في حديثه تكوينات المجتمع المدني شارحا المراحل التي مرت بها الاحتجاجات التي تشهدها اليمن قائلا بان هذه الاحتجاجات تتميز بمشاركة كافة شرائح المجتمع مؤكدا انه لم يتخلف عليها إلا قيادة النظام اليمني والمستفيدين منه فقط.
وبشر الهامل كافة المشاركين في هذه الاحتجاجات بان مصيرها الانتصارعلى نظام الرئيس صالح مرجعا السبب في ذلك إلى كونها ثورة شعبية حد وصفها مشيرا إلى ان أي ثورة شعبية لم تفشل على الإطلاق.
وتطرق الهامل في سياق حديثه إلى الصعوبات التي واجهت التجربة المصرية والصعوبات التي واجهت الاحتجاجات في اليمن والتي وصفها بدوره بالثورة مؤكدا ان هنالك عوامل سياسية جمة أخرت انتصار الاحتجاجات في اليمن.
وتحدثت في الحلقة الناشطة الحقوقية "وردة بن سميط" عن منسقية ناشطات عدن واستعرضت في حديثها حركة الاحتجاجات في مدينة عدن مؤكدة ان حركة الاحتجاجات دشنت في مديرية المنصورة في ال14 من فبراير الماضي لكنها أشارت ان حركة الاحتجاجات في الأساس كانت قد دشنت في العام 2007 من قبل قوى الحراك الجنوبي .
وانتقدت "بن سميط" دور منظمات المجتمع المدني في عدن موضحة ان هذا الدور لم يرتق إلى الشكل المطلوب والذي كان يجب ان يظهر عليه خلال فترة الاحتجاجات التي لاتزال مستمرة.
وأوضحت في حديثها إلى ان دور الأحزاب السياسية كان أقوى بكثير من دور منظمات المجتمع المدني رغم انه كان يجب ان يكون العكس حسب قولها .
واستشهدت بالتجربة اللبنانية التي قالت ان منظمات المجتمع المدني فيها قامت بدور بناء الدولة بشكل كامل بعد الحرب الأهلية في لبنان.
وتحدثت الناشطة الحقوقية وردة بن سميط عن غياب الثقافة الاجتماعية تجاه عمل منظمات المجتمع شارحة ان هنالك غياب رؤية تجاه مفاهيم حقوق الإنسان لدى الكثير من الشباب.
واختتمت حديثها بالدعوة إلى توحيد الجهود الشبابية في عدن تحت راية واحدة وعبر ساحة احتجاجات واحدة مثل تعز وصنعاء وغيرها من المدن اليمنية الأخرى.
وتلا ذلك ان تحدث الأستاذ محمد قاسم نعمان رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان عن الاحتجاجات في اليمن وطبيعة عمل منظمات المجتمع المدني مشيرا إلى طبيعة المجتمع القبلية في اليمن تسببت بعرقلة وجود مجتمع مدني في اليمن.
وأشار نعمان إلى ان عمل منظمات المجتمع المدني وفرص مشاركتها قبل الاحتجاجات ضئيلا موضحا ان الاحتجاجات منحت مساحة واسعة من الحرية والمشاركة لمنظمات المجتمع المدني افتقدتها قبل اندلاع الاحتجاجات.
وتطرق في حديثه إلى أهمية وجود دولة مدنية حديثة في اليمن تحفظ للجميع كافة حقوقهم لكنه قال ان هذه الدولة بحاجة إلى تكاتف الجميع وبذل المزيد من الجهود لأجل إيجادها.
وامتدح نعمان ماتميزت به حركة الاحتجاجات في اليمن من سلمية ومدنية وتحضر نافيا ان تكون الثورة المصرية ثورة سلمية قائلا ان الصحيح هو ان الاحتجاجات في اليمن هي الثورة السلمية كون ان السلاح موجود في اليمن ولم يتم استخدامها بينما شاهدنا في مصر ان المحتجين استخدموا الأسلحة في مواجهة الشرطة عند حصولهم عليها حد قوله.
وقال نعمان ان الاحتجاجات في اليمن أصرت على الالتزام بالسلمية رغم توافر السلاح في اليمن وهو مايراه عامل جيد ومحافظ لهذه الاحتجاجات من الانحراف.
وانتقد ما اسماها بعض الممارسات الخاطئة التي يمارسها بعض الناس في عدن والتي قال أنها تسيء إلى حركة الاحتجاجات بينها البناء العشوائي الذي قال بأنه يجب ان يتوقف وان تتوقف كل الممارسات الخاطئة مطالبا الجميع بالوقوف ضد مثل هذه السلوكيات.
وطالب نعمان في سياق حديثه عدم تحميل منظمات المجتمع أكثر من طاقتها مؤكدا ان الكثير من هذه المنظمات لاتملك مقار ولا تملك قدرة مالية يمكن لها ان تساعدها في التحرك الفاعل.
واستمع المشاركون لاحقا إلى عدد من المداخلات لعدد من المشاركين في الحلقة النقاشية.