ثمنت قيادات مدنية بمحافظة عدن الدعوة لضرورة تفاعل منظمات المجتمع المدني وكافة الهيئات السياسية والشعبية بالمدينة وتوحيد جهودها للحفاظ على سلمية الثورة الشبابية الشعبية بما ينسجم والطابع المدني والحضاري للمدينة. وقالت إن الظروف الحالية التي تمر بها المدينة والبلاد عموماً يتحتم تنسيق جهود منظمات المجتمع المدني في عدن والارتقاء بها وفق توجه مدني أهلي يسهم في الحفاظ على السلم الأهلي والممتلكات العامة والخاصة ومعالجة أية اختلالات في الظروف الحالية. وكانت حلقة نقاش نظمتها منسقية ناشطات عدن في منظمات المجتمع المدني بمشاركة اللجنة التحضيرية للحوار الوطني بالمحافظة تحت عنوان "منظمات المجتمع المدني وثورة الشباب السلمية.. الشراكة والمسئوليات" تدارست في ختام جلساتها أمس الأول الدعوة لإعلان ائتلاف بين منظمات المجتمع المدني بالمدينة. من جانبه اعتبر الأستاذ/ رشاد سالم عضو الأمانة العامة للجنة التحضيرية للحوار الوطني قيام كيان مدني سيشكل مداً لجسور التواصل بين منظمات المجتمع المدني وسيمثل سياجاً حول ساحات الاعتصام باعتبارها جزءاً منها، بل جزء عضوي فيها وأيضاً محطة رحبة للقاء الأفكار وصناعتها مهما تباينت الآراء في سبيل الخروج بأشكال مناسبة لدعم الثورة الشبابية الشعبية. وفي افتتاح الحلقة التي شارك فيها عدد من أبرز قادة ونشطاء منظمات المجتمع المدني في عدن. اعتبر الأمين العام للجنة الحوار الوطني بعدن الأستاذ/ عبد الناصر باحبيب حركة الاحتجاجات التي تشهدها عدد من المدن اليمنية بشارة خير لأجل إيجاد مجتمع مدني قائم على أسس المساواة والعدالة والحرية والديمقراطية،مشيداً بالدور الذي لعبته عدن على مر التاريخ خلال مراحل النضال الوطنية. أدار حلقة النقاش المحامي/ صالح ذيبان عضو اللجنة التنفيذية للجنة الحوار بعدن، مقرر مجلس عدن الأهلي الذي أكد على أهمية موضوع حلقة النقاش مشيداً بمشاركة قيادات ونشطاء منظمات المجتمع المدني بالمحافظة. وكانت قدمت إلى الحلقة ورقتان الأولى أعدها الأكاديمي د. سالم الهامل رئيس لجنة الشباب في مجلس عدن الأهلي عضو اللجنة التنفيذية للجنة الحوار بعدن والثانية أعدتها الناشطة الحقوقية وردة بن سميط عن منسقية ناشطات عدن. في ورقته استعرض د. سالم الهامل تكوينات المجتمع المدني والمراحل التي مرت بها الاحتجاجات التي تشهدها اليمن، معتبراً هذه الاحتجاجات بأنها تتميز بمشاركة كافة شرائح المجتمع وأن مصير الثورة الشبابية الانتصار على نظام الرئيس علي صالح، مرجعاً السبب في ذلك إلى كونها ثورة شعبية وأن أي ثورة شعبية لم تفشل على الإطلاق. وقال د. الهامل إن مكونات المجتمع المدني هي القوة الضاغطة في الثورة الشبابية الحالية التي واصلت ضرب جدار الخوف. وفي ورقتها انتقدت الناشطة الحقوقية وردة بن سميط دور منظمات المجتمع المدني في عدن، موضحة أن هذا الدور لم يرتق إلى الشكل المطلوب الذي كان يجب أن يظهر عليه خلال فترة الاحتجاجات التي لا تزال مستمرة. واعتبرت دور الأحزاب السياسية أقوى بكثير من دور منظمات المجتمع المدني رغم انه كان يجب ان يكون العكس وفق قولها. وأشارت إلى غياب الثقافة الاجتماعية تجاه عمل منظمات المجتمع وغياب رؤية تجاه مفاهيم حقوق الإنسان لدى الكثير من الشباب، داعية إلى توحيد جهود الشباب في عدن تحت راية واحدة وعبر ساحة احتجاجات واحدة مثل تعز وصنعاء وغيرها من المدن اليمنية الأخرى. من جانبه رأى الأستاذ/ محمد قاسم نعمان رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان أن الاحتجاجات، منحت مساحة واسعة من الحرية والمشاركة لمنظمات المجتمع المدني افتقدتها قبل اندلاع الاحتجاجات، حيث كانت فرص مشاركتها قبل الاحتجاجات ضئيلة. وأكد على أهمية وجود دولة مدنية حديثة في اليمن تحفظ للجميع كافة حقوقهم، لافتاً إلى أن هذه الدولة بحاجة إلى تكاتف الجميع وبذل المزيد من الجهود لأجل إيجادها. وامتدح نعمان ما تميزت به حركة الاحتجاجات في اليمن من سلمية ومدنية وتحضر واصرارها على الالتزام بالسلمية رغم توافر السلاح في اليمن وهو ما اعتبره عاملاً جيداً ومحافظاً لهذه الاحتجاجات من الانحراف. وانتقد الممارسات الخاطئة لدى البعض في عدن،التي رأى فيها إساءة إلى حركة الاحتجاجات، داعياً إلى أن تتوقف وأن يسهم الجميع بالوقوف ضد هذه السلوكيات. وطالب نعمان عدم تحميل منظمات المجتمع أكثر من طاقتها، لأن الكثير من تلك المنظمات لا تملك مقار ولا تملك قدرة مالية يمكنها من التحرك الفاعل. تضمنت مخرجات حلقة النقاش دعوة المشاركين الى ضرورة تفعيل دور منظمات المجتمع المدني وخاصة الاحزاب في دعم الثورة الشبابية من خلال النزول الى ساحات الاعتصام بالمحافظة،وتوعية الشباب بأهمية سلمية الثورة وأساليب النضال السلمي مع الحفاظ على السلم الاهلي وقطع الطريق على ما يمكن ان تقوم به أجهزة السلطة لتشويه الثورة وسلوك شبابها. وحمل عدد من المشاركين في مداخلاتهم مسئولية عدم معالجة الأحزاب الفاعلة في المحافظة لبعض الاخطاء التي واكبت حماس الشباب والتي تستغلها السلطة وضعاف النفوس والمستفيدين من بوادر انهيار الدولة. وطالب المشاركون بالعمل على مساعدة شباب الساحات في تنسيق أدوارهم وأنشطتهم والحفاظ على نقاء وسلمية الثورة الشبابية والارتقاء باشكال النضال السلمي ومنها العصيان المدني الذي بات يتصاعد بوتيرة عالية وإزالة اية شوائب تعلق به. كما تضمنت توصيات الحلقة التأكيد على دور منظمات المجتمع المدني في الحفاظ على المكتسبات التي تحققت للثورة وتعزيز العمل المشترك بين التكتلات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني. وأوصى المشاركون بتطوير آلية عمل منظمات المجتمع المدني والتكتلات الشبابية الثورية فيما يتعلق بالمشاركة بتوعية أفراد المجتمع وحثهم على عدم تشويه مكتسبات الثورة، مؤكدين على ضرورة نقل جزء كبير من أجندة عمل المنظمات إلى الشارع.