في كُل صباحً يوم جديد ومنذُ أن كنتُ في الخامسة عشر من عمري أستقبل صباحي بابتسامة أبي العذبة مستمعه الى نغمات إذاعة عدن الجميلة وبرامجها التوعوية الذي مازال يرنُ في ذاكرتي أحدىَ برامجها وهو ... "مايصح الآ الصحيح" للمبدع سالم العباب والمبدعة المرحومة نبيلة حمود كنت مستمعه جيده مع أبي لهذا البرنامج الجميل وهو يتحضر لذهابه للعمل مرتديا ً زيه العسكري الذي كان يمثل هيبة الدولة شكلاً ومضموناً ...
وفي الجانب الأخر نتحضر أنا وأخواتي لذهاب لمدارسنا ...
نبدا فطورنا اليومي وإرشادات وتوجيهات أبي لنا بأهمية وجبة الفطور الضرورية بالنسبة لأبي ويبدا بالنصح ِ لأهميتها من غير الوجبات الاخرى ...
ذكريات جميلة أقتَديتُها من أبي وسايره بنفس النهج ليومنا هذا أنا وأخواتي .
في كل صباح أبداء حواري اليومي مع أبي حفظه الرحمن من كل سؤ وتبدأ متطلباتنا اليومية لإحضارها لنا بعد عودته من العمل سواء كانت كراسات ناقصة لنا أومتطلبات أخرى الذي لم يبخل علينا في تلبيتها أبداً....
أبي بالأمس يختلف عن أبي اليوم !!! ليس التغير بالصفات أو الطباع ولا التغير في شخصه لا والف لا .. أبي هو أبي الذي تربيت ُ على يده منبع الحب والحنان والرحمة لنا وأنما من تغيرت هي ...
الظروف والأحوال !!!! تغيرت كثير بالنسبة لنا وللناس بعدن جميعاً ظروف مؤلمه متدهورة سنوات من الشقاء والعناء يوصل حالهم الى هذا التعب ..
أفتقدت ُ لابتسامة أبي في كل صباح بمبتدلاً عنها ملامح الهم والتعب , منذ أربعة أشهر وأبي بهذا الحال من العناء حوارنا تبدل من متطلبات خاصة لنا الى هموم ومعاناة ووصف الوضع والحياة اليومية في ذاهبة منذ خروجه كُل صباح ...
تبدلت الإذاعة اليومية من نغمات جميلة وبرامج توعوية الى سيمفونية معاناة وتعب صباحية (هموم المعاش ) وشكاه وتذمر الناس ....منها حسرة وآلم ... ومنها فَقر وتعب على هذه الظروف التي تمر فيها في عدن .....
سؤالي؟؟؟ متى تعود الدولة وهيبتها??? متى تعود إذاعة عدن وسماع أغانيها وبرامجها الجميلة ؟؟؟ متى يعود استلام المعاش للموظف الذي أفنى عمره لهذه البلاد بشكل منتظم ومحترم بدون عذاب وشتات ؟؟؟ متى يتغير الحال في عدن ؟؟؟ متى تعود ابتسامة أبي ؟؟؟ متى ومتى ومتى يتغير الحال والاحوال ؟؟؟؟ كثير من التساؤلات تراودني لكن الى متى ؟؟؟