في الفاتح من يناير من هذا العام 2017م هلت علينا الذكرى (38) لرحيل فقيد الحركة الرياضية بحضرموت اللاعب صالح أحمد الشاحت حارس مرمى فريق تضامن حضرموت لكرة القدم والذي رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم من عام 1979م . السيرة الذاتية للفقيد ولد الفقيد / صالح أحمد الشاحت عام 1960م بمدينة عزان بمحافظة شبوة من أسرة فقيرة حيث كان والده يعمل سائقاً لدى سكرتارية سلطنة الواحدي ، له من الإخوان الأشقاء محمد وعلي وسالم وعمر وحسين وبنت ومن الإخوان غير الأشقاء ثلاث أخوات وأخيه عبدالله ، أرسله أبوه للمكلا ليعيش مع أخوانه غير الأشقاء ويدخله مدرسة الشهداء (بلقيس) الابتدائية وهو في السابعة من عمره ، ثم انتقلت الأسرة بعد ذلك للمكلا ليعمل والده سائق لدى الشيخ / محمد باوزير ثم انتقل للعمل مع الدولة سائقاً في التعاونية الزراعية ثم الأشغال العامة وأخيراً لدى الخدمات الصحية حتى وافته المنية عام 2001م . أكمل الفقيد دراسته الابتدائية عام 1973م وانتقل للمرحلة الإعدادية بمدرسة جيل الثورة ليواصل دراسته بثانوية المكلا للبنين . تزوج الفقيد في 30 نوفمبر 1978م عند أسرة المرحوم / صالح سعيد العبد . بدأ الفقيد مشواره الرياضي مبكرا ً وهو في سن الثانية عشر من عمره حيث رعاه عمه الشخصية الرياضية المعروفة سالم الشاحت وضمه إلى فريق أشبال نجم الساحل أحد الفرق الشعبية التابعة لنادي التضامن ولتعدد مواهبه الرياضية فقد التحق بفريق كرة الطائرة عام1974م حيث صقل موهبته الكابتن المدرب فؤاد سعيد العكبري (الكربي) وأعطاه الفرصة وأصبح من أعمدة الفريق في كرة الطائرة بعدها استقطبه المدرب / سالم الفضلي لمركز حراسة المرمى حيث لعب أول مباراة له مع الفريق الأول للنادي ضد فريق الشبيبة بالديس الشرقية على ملعب البلدية بالشحر عام 1978م والذي سمي فيما بعد باسمه تخليدا ً له وانتهى اللقاء بفوز التضامن 2/1 . كلمة لابد منها : الفقيد صالح أحمد الشاحت شاب يبلغ من العمر 19عاماً ... مات الفقيد وهو في شهر عسله مع أسرته فقد وافته المنية وهو في أربعينية زواجه حيث تم عقد قرانه يوم 30 نوفمبر 1978م ومات في 1/1/1979م وهو يدافع عن مرمى فريقه التضامن .. لقد حبست الجماهير أنفاسها وهي تتابعه وهو يقفز ليصد الكرة ويبعدها عن شباكه على مرتين ولم يعلم أحد أن هذا الشاب كان يدخل دائرة الموت في تلك اللحظة ... كان الفقيد محبوبا ً من زملائه وكذلك كل الرياضيين على مختلف ميولهم وانتمائهم ، وكان في عصر توهجه الرياضي لأنه ما زال صغير السن لم يتجاوز 19 سنة حيث بدأت نجوميته تتلألأ في هذه الفترة في ظل كثرة النجوم في حضرموت ، إلا جانب تألقه في حراسة مرمى نادية التضامن فهو يعتبر من أبرز لاعبي كرة الطائرة بالمحافظة والجمهورية .. حيث قاد فريقه للفوز ببطولة المحافظة لكرة الطائرة عام 1978م ثم كان التتويج ببطولة الجمهورية في نفس العام بعد تغلبهم في النهائي على شعلة عدن كما اختير لعضوية المنتخب الوطني لكرة الطائرة إلا أن القدر كان له بالمرصاد فتوفي قبل أن يرتدي فانلة المنتخب الوطني . أيضاً مارس الفقيد لعبة كرة السلة لبعض الوقت وكذلك كان يمارس ألعاب الساحة والميدان وكان بطلا ً فيها وخاصة في لعبة الوثب العالي وكان نجمها بدون منازع وهذا دليل على أن الفقيد كان رياضي شامل في مختلف الألعاب الرياضية ، أما في مجال التحصيل العلمي فقد كان متفوقاً وملتزماً بالأنظمة المدرسية ويحظى باحترام الجميع .. كما أنه مارس هواية الرسم والنحت وعبرت لوحاته عن مضامين سياسية واجتماعية وله إسهامات كثيرة في الحركة الطلابية بالمحافظة وعشق الفقيد مع هذا وذاك الفن والمسرح وكان عضواً بارزاً في فرقه الفنية التابعة للمركز الثقافي بحي العمال وكان أيضاً عاشقاً للرقص حيث كان عضواً في فرقة الرقص الشعبي بالمحافظة وأتيحت له فرصه المشاركة في إطار الفرقة التابعة لإدارة الثقافة والسياحة في احتفالات اليمن الشمالي بالذكرى الخامسة عشر لثورة 26 سبتمبر المجيدة في محافظة تعز عام 1977م . شهيد فلسطين : الفقيد صالح أحمد الشاحت أستشهد أثناء مباراة من أجل فلسطين جمعت نادية التضامن ضد نادي الأهلي بالغيل على كأس يوم الأرض وبمناسبة مرور 14 عام على انطلاقة الثورة الفلسطينية .. لذا لم تبخل عليه فلسطين بلقب (شهيد فلسطين) وهذا وسام شرف أن يكون أحد شهدائها في هذا اليوم الأغر للقضية الفلسطينية، كما أرسل الأخ أبو عمار / ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ببرقية عزاء ومواساة باعتبار صالح الشاحت شهيداً من شهداء الثورة الفلسطينية . توفي صالح أحمد الشاحت الإنسان الخلوق الذي ترى الابتسامة لا تفارق شفتاه أبداً وكان مثالاً للرياضي الجيد صاحب الأخلاق العالية والروح الطيبة لذا علينا جميعاً كرياضيين وإعلاميين ومسئولين وجماهير إعطاء هذا اللاعب حقه بعد وفاته والاهتمام بأسرته التي تعيش حياه بسيطة جداً من خلال زيارتهم ومد يد العون لهم وكيف لا وهذه الأسرة قدمت فلذة كبدها من أجل الرياضة ليكون عنوان للإخلاص والتضحية بعيداً عن المردود المالي .