وصلتني هذا الاسبوع .. اتصالات كثيرة من متقاعدين ومتقاعدات .. ومن اسر عدنية .. من اللي يستلموا مشاهراتهم عبر مكاتب البريد في عدن .. يشكوا فيها حالهم والمتاعب والمرمطة اللي يلاقوها من شهور عند ذهابهم كل يوم الى مكاتب البريد لاستلام مشاهراتهم .. كلموني عن قصص وخبابير يشيب لها الرأس..حصلت – وتحصل- في البريد وكأنك تعيش في (فلم) .. او حلم .. ومن ضمن ما قالوه لي : ( يا لحجي تصدّق اننا من نص الليل – وعلى هذا الحال المحزن كل يوم – نهب لا البريد نسجل اسامينا .. نجي ونحصل الورقة حقت التسجيل قدها ملانة .. تسألهم .. عسى الله متى جيتوا وكم بيكون رقمي..؟ يقلوّلك .. (مية وسبعين)) .. تقل لهم .. لا مسكت طابور وجت (بيس) بالاقي المشاهرة ..؟ يقلوّلك المسألة (بيمة) يعني .. انته وحظك .. يا كوت يا رمباص .. بس لازم ترجع الساعة (ثمان الصبح ) .. منشان تدخل لا داخل البريد حسب (ورقة التسجيل ) .. وثبّت مكانك وتعرف منوه في الطابور قدامك .. ومنوه قفاك.. تسالهم وبعدين ..؟ يقولوّلك بعدين تبا تروّح .. او تبا تجلس على كيفك ..المهم لازم ترجع الظهر .. وجيب معك (اداك) معاك.. وبعدين..؟ وبعدين لا جت (بيس) يا بو زيد .. قدك موجود .. وبعدين ..؟ ايوة وبعدين .. احسن تجلس في البريد – يجلسوا الناس.. (نسوان ورجال) .. وحالتهم حالهم .. نصهم مراض ونصهم ( شيوبة وعجيز) – ويخرج الظهر .. وبعده العصر والمغرب.. وفي الاخير يقلولّك .. شوف روّح ماشي بتجي (بيس) .. تكون انته قد تعبت وجزع عليك يوم بحاله وانته في البريد محشور حشر .. يا لوماه .. هذا يدهفك وهذا يصايحك.. وهذا يصايحك.. وهذا يتهنجم عليك.. وهات يا عصيد العصيد.. والناس كما زيارة (الولي الهاشمي) .. نسوان مع رجال .. مع شياطين مع ابالسة .. هذا يصيح .. وهذا يليح .. يعني خلاص يطلعوّا لك المرارة .. يخلوك تخرج من الهات .. وتلعن ابو المشاهرة وابوها وامها وجدات جداته.. تجي المشاهرة والا عساها لا جت .. لعنة الله – دنيا واخرة – على اللي حوّل مشاهرات المتقاعدين لا البريد .. هذا الخبر الاولاني ..اما الخبر الثاني .. مع (شغل السماسرة ) .. يستقبلوك عند باب البريد .. اهلا وسهلا .. ويا حيا .. ويا مرحبا بالطش والرش والبيض المقرّش .. شوه تبا يا والد .. انت متقاعد ..؟ معناتك جيت تبا مشاهرتك ..؟ خلاص بنجيبها لمّا عندك .. تباها ذلحين .. بتدفع (خمسة الف ريال).. تباها باكر (بثلاثة الف) .. تباها بعد سبع ايام (بالفين ريال) .. اما (اب الف) يا والد بنجيبها لك بعد نص شهر.. تقلّ لهم تمام (ابو الفين) .. وانته وحالتك حالة تبا تتخارج .. ويجزع النص شهر .. ويدخلوك في الشهر الثاني .. وعادهم ماشي جابوّلك المشاهرة .. (شغل سمسرة) وزايد فوقه (معراصة) يشلّوا عليك (البوك) حق معاشك مع بطاقتك.. ويصبح مصيرك بيداتهم .. وكم يا قصص قعت .. وكم من واحد لطموا مشاهرته وراحت (بيسه) فطيس .. وبكل وقاحة وقلة حياء .. يقوّلك عطيناك مشاهرتك .. تمسك منوه .. وتقول يا منوه.. ووين هذا اللي با يقرأ خطك .ز؟ والله انهم مكاسير ناموس .. بلاد تمشي لا الهاوية .. كل يوم ونحنا على هذا الحال .. جلوس في البريد ماشي عاد معانا عمل ثاني غير (البريد) .. البريد اصبح هوه .. ابونا وامنّا وجدّنا وجدّتنا .. واللي يبانا بايلاقينا في البريد .. ماشي عاد داعي تتصلوا بنا بالسيّار.. خلاص جونا ساني لا البريد .. صبح .. ظهر.. عصر.. ليل .. على راحتكم نحنا مرابطين في البريد.. البريد اصبح بيتنا .. وحرمتنا وعزّ ما عندنا .. خلاص نحنا قدنا ((مزوجين)) على البريد .. ومعناته .. منه جهال .. تصدقوا ان بعض من النسوان .. ومن الرجال.. يجيبوا معاهم صبوحهم واداهم وعشاهم الى البريد .. وبعضهم يجيب فراشه معاه .. ويرقد جمب البريد .. وبعضهم يدقوها (سمرة) مع تخزينة قات عند باب البريد .. من الليل لمّا الصبح .. واقتلب المكان عند البريد الى سوق ما تشوف عينك الا الجواري.. وتصدّقوا يا جماعة ان (نسانة) حامل ولدت داخل البريد .. وجابت (وليدة) سمتها (بريدة) .. ونسانة ثانية ولدت وجابت (وليد) سمته (بريد) .. وثالثة ولدت (توم) .. كلهم ذكور .. سمت واحد (عبدربه) وسمت الثاني (بن دغر) .. ايش على اسامي فيها البركة.. يمكن تحصّل لها زايد ناقص (حق السماية) .. هذا حال مكاتب البريد عندنا- انتهت اتصالات وشكوى المتقاعدين -)) بس تبوا مني الصدق والا بن عمه .. ما يجري في مكاتب البريد .. امتهان لادمية وكرامة المتقاعدين .. وهذا دليل على حكومة الشرعية .. في توفير مشاهرات المتقاعدين كل شهر بشهره مكاتب البريد ماشي عاد تفتح كل يوم مثل زمان قبل الحرب.. اصبحت تفتح لمّا تجي(البيس) .. والمسألة كلها لعب عويلة.. لازم مكاتب البريد تفتح كل يوم .. حتى يطمئنوا الناس وتكون الامور طبيعية .. ولما تجي (البيس) كل المتقاعدين بيستلموا بهدوء وبلا ربشة .. ولازم الموظفين حقوت البريد يداوم في شغلهم .. كما بقية الموظفين وان يبطلّوا (شغل السمسرة) .. اصبح كل موظف بريد معاه زايد (مية اسم) .. سيحب لهم المشاهرات كل شهر مقابل (حق القات) وما بعد القات .. وانت يا مسكين (مطبّر) من نص الليل .. وفي الاخير يقلوّلك (البيس ) كملّت – على السلطات المحلية- وبجاه النبي – ان تتحمل مسؤوليتها تجاه الناس وقضاياهم .. وكفى مذلة ومهانة .. قدها مشاهرتك وعادك ما تلاقيها .. والله هذا ظلم .. مساكين صحابي.. (حميدو ومحمد والمحلتي) تعبوا نفوسهم كل يوم من نص الليل في بريد القاهرة في تسجيل (اسامي المتقاعدين) .. واخرتها تقع مدهافة .. مش قلت لك يا (حميدو) .. البلاد تمشي لا قفا .. قلت لي ..لا.. تمشي لاقدام.. كله شغل مرفالة ومعوالة.. ويا خلق الله خارجونا من ((معراصة) ) البريد ..!