لا أدري من أين أبدا ولا كيف أجمع كلماتي وعباراتي لرثاء بطل ورجل قلما تجده مثله في هذا الزمان؛ مقدام؛ شجاع؛ ومقاتل من طينة النبلاء . ذاك هو الشهيد البطل القائد صالح الخضر الصري الذي صال وجال في الجبهات وكان من المقاتلين الاشداء والقادة العظماء فقد قاد الشهيد إحدى جبهات الممدارة وكان أهلا للقيادة ذو حنكة وحكمة ومهتم بجنوده يتقدم الصفوف؛ يقاتل بشراسة؛ يرهب الأعداء؛ واسألوا رمال الممدارة عن صالح الصري وما فعله بالحوثيين واذنابهم . وقد خسر الشهيد صالح الصري اثنين من إخوته في معارك الدفاع عن عدن هما عبدالناصر وعدنان وثلة من خيرة رجال مجموعته وبقي صابرا محتسبا الاجر على الله . وبعد تحرير عدن اتجه الشهيد القائد صالح الصري ومن بقي من مجموعته للإنضمام إلى الحزام الأمني وقاد إحدى النقاط الأمنية وساهم في ضبط الأمن في عدن ولم يبحث عن شهرة ولا منصب بل بقي ذلك الشاب الذي يعرفه الجميع بتواضعه وابتسامته التي لا تفارق وجهه . وعندما نادى نداء الواجب بجبهة باب المندب كان القائد صالح الصري من أوائل الأبطال الذين أجابوا داعي الله وذهب ومجموعة من فرقته ليرابط في الثغور دفاعا عن الدين والأرض والعرض حتى أتت الأوامر بالتقدم والهجوم على مواقع الحوثيين في ذوباب ليتقدم الصفوف ويصول فيهم كالأسد المنطلق على فريسته حتى سقط شهيدا لينال ما كان يبحث عنه الشهادة في سبيل الله . رحم الله الشهيد البطل صالح الصري وتقبله مع الشهداء والصديقين والأنبياء فقد خسر الوطن واحدا من أصدق القادة وبطلا من أشرس المقاتلين؛ مصابنا كبير برحيلك أيها البطل فهنيئا لأسرة الصري على استشادهم ولدهم الثالث ونسأل الله أن يربط على قلب الوالد الخضر الصري باستشهاد نجله صالح فقد قدم ثلاثة من أبناءه لينال هذا الوطن حريته وننعم بأمن وأمان واستقرار؛ إنا لله وإنا إليه راجعون .