يجب ان يرافق الكلام العام ورفض تقسيم حضرموت شرح المخاوف من التقسيم، ونشرها على الناس ليعي الجميع هذه المخاوف وليقوموا هم الاخرين بمقاومة التقسيم كل بطريقته , المخاوف كثيرة والعواقب وخيمة وسيودي التقسيم الى زعزعة السلم الاجتماعي وادخال حضرموت في عالم مجهول . لذلك لا بد لكل صاحب راي ان يكتب عن ذلك ويوضح ويفند ، كل حسب رؤاه . هذه مساهمة متواضعة مني وحسب رؤياي (التي قد تكون متشائمة) . الا ان هناك العديد من لديهم الكثير والكثير من الاسباب القيمة والتحليلات الموضوعية ، ارجوا ان لا يبخلوا على حضرموت بها لان تعريف الناس بها في الوقت الحاضر ، قبل ان يقع الفأس في الراس ، اصبح واجب انساني اخلاقي وطني . سينتج عن تقسيم حضرموت (وفقا للتقسيم الاداري الحالي) محافظتين ، أحدهما محافظة ساحلية غنية نسبيا وأخرى محافظة صحراوية فقيرة نسبيا . المحافظة الساحلية سيكون لها قواسم مشتركة اخرى مع المحافظات الساحلية سيتم تطويرها بعيدا عن الوادي والصحراء ، في حين المحافظة الصحراوية سيكون لها قواسم مشتركة اخرى مع المحافظات الصحراوية سيتم تطويرها بعيدا عن الساحل، ومن هنا وبفعل التغذية السياسية سيبدأ ابتعاد المحافظتين الحضرميتين عن بعضها رويدا رويدا . وسيبدأ تغذية التعصب والنعرات، وشق العصى بين المجتمع الحضرمي الواحد . وبالنسبة للموارد والتنمية فلن يكون للمحافظة الفقيرة حصة من ثروة المحافظة الغنية الا بقدر ما يكون لحصة أي محافظة اخرى وعبر الموازنة العامة للدولة أو الاقليم . ووفقا للإحصائيات فان سكان حضرموت الكلي المقيم حاليا هو حوالي مليون نسمة ، وبذا يكون سكان كل محافظة هو حوالي نصف مليون اي ما يقارب سكان محافظة الضالع ، وبذا سيتم مركزيا معاملة المحافظة على هذا الاساس . اراضي محافظة حضرموت واسعة وقبائلها متداخلة لذلك يصعب رسم خط حدود بين اراضي وقبائل المحافظتين ، وعند فرض اي خط وخاصة في منطقة الموارد الطبيعية سيحصل ، لا سمح الله ، صراع ، صراع حالي وصراع كامن مستقبلي على الموارد سينفجر حال اشعال فتيله الممسك به آخرين . وبذلك ستصبح الموارد في حضرموت نقمة لا نعمه عليها. التنوع والتكامل والوفاق الثقافي الحضاري والتاريخي والتضامني بين ساحل ووادي حضرموت ومواطنيه هو الذي أعطى لحضرموت خصوصيتها وشهرتها ومبادئها القيمة واخلاقها الحميدة ، وتحت هذه المظلة تم بناء الانسان الحضرمي الموحد المخلص المبدع المجتهد . كل جزء من حضرموت متكامل ومتوحد حتى الان مع الجزء الآخر والمجتمع في وفاق تام ومنصهر في بعضه البعض ، كما يتم بشكل موحد مقاومة المؤثرات الخارجية السلبية ، أما تقسيم حضرموت فقد يؤدي الى فقدان هذا التنوع والتكامل وفقدان المنافسة نحو الابداع والتجديد ، بل قد يكتسب مجتمع كل محافظة سلوكيات وطبائع مجتمعات المحافظات الاخرى المجاورة , وعادة من السهل الاخذ بالأسوأ وليس العكس ، وخاصة في ظل الوضع الاجتماعي والثقافي المتدهور حاليا ، والشواهد امامنا كثيرة ..