بداخلك عفاشي صغير كلمة متداولة أشبه بالنعت يقولها احدهم لآخر يعارض الرئيس السابق ثم ينسجم معه في الأفعال والتصرفات والنوايا وهكذا يصف بعض الجنوبيين مؤيدي الشرعية الذين هم مناهضي صالح إلا أنهم في نفس الوقت يتفقون معه بأن الجنوب تابع لا شريك ندي . عفاش وهو اللقب الشهير ل علي عبدالله صالح ظهر جلياً في جمهورية غامبيا الإفريقية فقد رفض الرئيس المنتهية ولايته يحيى جامي تسليم السلطة للرئيس الجديد والذي فاز بانتخابات حرة ونزيهة شهد لها العالم السلطة مرض جاثم فالرئيس المنتهية ولايته يرى انه الزعيم الأحق بالحكم ويرى ان تركه للسلطة أشبه بالموت لرجل مريض بها فأما ان يحكم وأما الطوفان والحرب الأهلية .
انه عفاش في صورة مختلفة فجميعهما قادا انقلاب 94 عفاش اليمن انقلب على اتفاق الوحدة المشوه أصلا ليحكم الدولة الجديدة اما عفاش غامبيا فوصل للحكم بانقلاب عام 94.
ربما لم يستطع عفاش غامبيا من زرع دولة عميقة ليسلم السلطة ثم يعود لها بانقلاب أخر فهو ليس بخطورة وعفشنة عفاش اليمن الذي سلم قطعة القماش لخلفه هادي ثم قاد انقلاب مكتمل الأركان ومع هذا يظهر للعالم ليقول لهم انتم سذج وأغبياء انا لم أقم بأي شيء . جمهورية غامبيا تحدها من ثلاث جهات جمهورية السنغال التي بدأت في استقبال لاجئين خوف من حرب أهلية وصراع دامي يقوده بتهور المغامر الغامبي عفاش جامي.
أصبح الوضع في غامبيا يشكل تحدي وخطر للدولة الجارة التي يوجد فيها الرئيس الشرعي آداما بارو السنغال هددت بالعمل العسكري ضد الانقلابين على الشرعية الدستورية والعملية الديمقراطية ودفعت بقوات كبيرة نحو الحدود فلها مصالح وتخوفات مشروعة رغم ان عفاش غامبيا لم يقم بإنشاء واستخدام جماعات وميليشيات متطرفة وطائفية وهذا ما يجعله أفضل من عفاش اليمن حتى الآن .
تُدق طبول الحرب في هذا البلد الإسلامي ونتمنى ان لا يصل حالهم إلى ما وصل له اليمن فهي حرب عبثية من لا شيء ونقطة تحول نحو الكارثة الكبرى بعد ان كان الزعماء الدكتاتوريين والمرضى بسرطان السلطة هم الكارثة الأولى لعشرات السنوات يختمونها بدمار ولعنة على الأرض والإنسان . ماذا لو سلم الرئيس المنتهية ولايته السلطة ماذا لو سافر هو وأسرته وتركوا الشعب يرسم مستقبله أو يشارك في العملية السياسية كمعارض ولكن ليس بوجه عفاش القائم على المكائد والمكر والاغتيالات وإنشاء الجماعات وإدارة الأزمات لتحقيق مكاسب سياسية دون احتساب للدم أو المخاطر والنتائج المدمرة على امن واقتصاد واستقرار البلد .
إني أرى عفاش غامبيا يخرج في جموع متظاهريه أو في اجتماع مؤيديه يحدثهم عن ان الشرعية هي لمن على الأرض وليس للهاربين في فنادق السنغال كما يحدثهم عن أنهم شعب جلف لا يأكل الشوكلا وإنهم شعب عظيم مقاتل وإنهم يواجهون الامبريالية والغزو وانه يدافع ليس على مطامعه وإنما على عزة وكرامة واستقلال وسيادة غامبيا وهنا تصيح الجموع عاش الزعيم عاش الزعيم ثم يذهب البائسين لحظهم البائس الذي يريدون توريثه لأجيالهم خوفاً وطمعا