الوطن هو الأم والحضن الكبير الذي يحوي كل أفراد الشعب، وهو المكان الذي مهما ابتعد الإنسان عنه يبقى دائماً معلقاً به، ويتمنى العودة إليه عندما يُسافر ويبقى الحنين والشوق له، فتعلُّق الإنسان بالأرض والوطن أمر فطريّ غريزيّ، لأن الإنسان يشعر بأن هناك علاقة بينه وبين الأرض وترابها وسمائها، وكُل ما فيها، فحياته وذكرياته كُلها كانت في وطنه. وطني كلمة ارتاح لسماعها...اعشقها...احن إليها...افخر بها...وطني العرض والشرف ...العزة والمجد...بني بسواعد الرجال ...فهم درعه وسياجه ...حماة سمائه وأرضه ...اهنأ بأحضانه...اغفوا على هدوء روابيه ...اصحوا على نشاط أبناءه وساكنيه ...امشي على أرضه بعزة وكبرياء . وطني ...الدم الذي يجري بعروقي ...وهواءه بلسم صدري ...وخيوط شمسه تغازل أبناءه الذي مشق الصباح جباههم وهم يهمون الى رفعته وبنائه . وطني حبيبة أغازلها ...جميلة مفاتنها ...تحميه سواعد الرجال من المرابطين الغيارى على أمنه وأمانه ...عيونهم سهام ساطعة ضد الثعالب الحاقدين والحاسدين الماكرين ...والكارهين لهذا الحمى اليمني . وطني يلبس عباءة الفخر والمجد والعزة ...عباءة ألبسها للوطن رجال صدقوا ما عاهده الله عليه – المنقوشة على جباههم تاج العزة المرصع بحروف الجيش العربي ...نقشا ...ساطعا...لامعا ...كقوة لابسيه . وطني كنت أنت الملاذ الآمن لمن قست عليهم أوطانهم ...دخلوا حدودك وأعينهم تفيض من الدمع خزنا ...ففتحت ذراعيك الآمنة ومسحت دموعهم بيديك الحانيتين ...دخلوا أمانك وناموا على تراب وطن أرخى جدائله ونسائمه الحانية ليضمهم بعطفه وحنانه ...غير مصدقين أن هذا الوطن الآمن ضمهم تحت ذراعيه ...فلم يعرف هذا الوطن يوما إلا إغاثة الملهوف لمن قصده من شتى بقاع الأرض والذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت . أيها الوطن الغالي : هكذا كنت دوما الملجأ والمستقر لمن نشد أمانك واستقرارك اسأل الله عز وجل ان يعود الأمن والأمان الى يمني الغالي وطن الحكمة والإيمان حماك الله وحفظك بحفظه انه نعم المولى ونعم النصير .