هم في الحقيقة لصوص ، ولكنهم مشيكون معطرون مكرفتون ، إنهم اللصوص الأنيقون ، لا يجلسون إلا في مكاتب مكيفة ونظيفة ، هم لصوص ولكنهم لا يتسلقون الجدران ولا يكسرون الأقفال ، ولا يرضون بالقليل التافه من الأموال ، شعارهم إذا سرقت اسرق جمل ، هم اللصوص المحترفون المميزون ، هم لصوص ، ولكننا نحبهم ونذهب إليهم ونبارك مشاريعهم التي جنوها من مهنة اللصوصية نعم إنهم لصوص آخر موديل ، يسكنون القصور والفنادق ، يستريحون في الملاهي والمنتجعات ، يسرقون الأموال عبر الجوال ، يسرقونها وهم ممددون ويضحكون . إنهم يمارسون السرقة على أحدث صيحة لأنهم لصوص آخر موديل ، يقضون إجازاتهم في باريس وماليزيا أو قبرص والعاجز منهم يقضيها في دبي ليشم رائحة الأوطان ، هم لصوص ولكنهم آخر موديل ، يسرقون بفن لأنهم لا يكسرون الأقفال ، ولا يتسورون الجدران ، فاللص كما هو متعارف من يكسر ويدمر ويكتفي بالقليل من الأموال ، أما هم فلا يرضون إلا بعددٍ وبجنبه سبعة أصفار ، هذا حال العاجز منهم ، أما غيره فلا يرضى إلا بعددٍ لا يحصى من الأصفار ، أتعلمون لماذا هذا كله ؟ لأنهم لصوص العصر ، لصوص ماركتهم نحن لصوص ولكننا لصوص آخر موديل ، يركبون الشيفر واللكسز آخر موديل ، لأنهم لصوص آخر موديل ، فلا يناسبهم إلا آخر موديل ، هم لصوص ولكن القانون لا يحاسبهم لأنهم فوق القانون ، فالقانون يحميهم ويحاسب من يجرح فيهم ، لأنهم لصوص آخر موديل . قد لا يعرفهم كثير منا على الواقع ، ولكنا نشاهدهم في التلفار ، أو على صفحات الأوبزرفر أو أكتوبر أو قديماً في واجهة الأيام ، ميزتهم كرفته وسيارة آخر موديل ، يحمل طوبة فيضعها في فتحة على بعض الجدران ، فمنها تأتيه الأموال ، أو في كفه قلم يمضي به ويوقع ومن مداده تأتيه الأموال ، فاللص الماهر ، أمواله بالدرهم والريال وكثير منها بالدولار ، هو على ما يبدو من شكله مهندم يلبس كرفته وبداخله يحمل لصاً محتال ، فلا تظنوا بكل صاحب كرفته سوءاً ، لأن أهم ميزة للص آخر موديل هي شفط الأموال ، قد يكون بكرفته ، أو يلبس زنة مع الخنجر ، فأهم ميزاته شفط الأموال ، إي والله شفط الأموال ، فمسكين اللص الذي يكسر القفل ولا يأخذ إلا القليل من الأموال ، ثم تُقطع يده نكالاً بما صنع من تدميرٍ للأوطان ، وذاك اللص الآخر لا يناله مكروه لأنه لص آخر موديل ... فجنبنا يارب كل اللصوص وخاصة لصوص آخر موديل ، لصوص تدمير الأوطان .