في اللغة المنتدى هو ناد للحوار والتداول او مجلس قوم ماداموا مجتمعين فيه وفي الإنترنت هي منتديات إفتراضية لطرح الأسئلة والإستفسارات والتواصل والنقاش بإختلاف ثقافة الأعضاء وتخصصاتهم. وفي واقع الشيء وفي كل بلاد العالم هي مؤسسات ثقافية أدبية فكرية سياسية متاح فيها الحرية الكاملة لتبادل الثقافات ووجهات النظر حول شئون البلد, وتعميق الإهتمام التي يصب في خدمة الناس والمجتمع. لكن منتديات عدن ليس لها في هذا المفهوم شيئا يذكر, تفتقد حس الواجب والمسئولية, وغير متواجد في داخلها سوى الهواء عدني. إذ اصبحت مكانا لمضغ القات, يسوده ثقافة الصبر والفرجة, والمزح وتبادل الأخبار الخفيفة, وروادها لا يواجهون المشكلات الحقيقية والكبيرة التي تحيق بعدن وباتت معروفة لدى الناس. ناهيك عن وضع رؤية جديدة لمستقبل المدينة. كما أن بعض المنتديات المشهورة, تجدها دائما في حالة وئام مع أي حاكم جديد قادم لعدن, ويحرص موفدون منها أخد صورة معه في إشارة منهم إلى الموافقة على كل ما سيفعله ويقوله الحاكم الجديد, إضافة إلى إعطاء الناس إنطباعا بأن النظام الجديد مستقر ولاينطوي على مفاجآت. وبطبيعة الحال من السخف وغير المقبول إختزال عدن في تلك المنتديات البائسة او في ثلاثة أو أربعة عائلات عدنية معروفة. فالعدني – وهذا مجرد إجتهاد – هو كل من له خلفية ذهنية ثقافية عدنية واضحة وإنتساب حقيقي إلى عدن, ويمكن الإستدلال إليه أيضا من شهادة الميلاد الإنجليزية الخاصة به إن وجدت أو كان من ذرية أحد يحملها. والإقامة لاتكافئ الإنتماء إلى عدن. ولحسن الحظ, أن هذا هو زمن صعود الباقين, والطاقة السياسية في عدن صارت تستخدمها مجموعة أكبر "صبيان وبنات" وأكثر شبابا وتنوعا مما عرفته عدن في السابق, يتمتعون بالإخلاص لمدينتهم وبروح وطنية ووعي جمعي مدني متقدم, وفكر مستنير, وصار بوسعهم المطالبة بإستعادة كامل حقوقهم السياسية والمدنية وممتلكاتهم وأراضيهم المنهوبة. وإذا أهتموا بقضية الحكم وتكوين تنظيم سياسي أو حزب لتنظيم إرادتهم وبلورتها سيساعدهم ذلك على التعبئة وحشد الدعم والتأييد لمطالبهم, وتوفير قنوات للمشاركة والصعود بمستواها إلى درجة من الرقي والتنظيم, لوضع ترتيبات خاصة تمكنهم وحدهم من إدارة شئون مدينتهم, وجعل الأمور تسير كما يجب, والحفاظ على أمن عدن الفكري والأمني والإجتماعي والإقتصادي, وتمكين العدنيين في مستقبل أفضل.