على غرار المنتديات العالمية المقامة لمناقشة وتبادل الأفكار في المجالات السياسية والاقتصادية، تأسس منتدى الثقافة العالمية في العام ،2012 بالتعاون بين مدن عالمية وذات نفوذ سياسي واقتصادي في العالم، وهي لندن ونيويورك وشنغهاي وباريس وطوكيو وسيدني وجوهانسبرغ واسطنبول، وعلى مبدأ تشترك فيه هذه المدن ألا وهو "اعتقادها بأهمية الثقافة في قيام وازدهار المدن"، رافعة بذلك شعار الثقافة ضرورة لمستقبل مدني أفضل وأكثر تطوراً . وربما يكمن أهم ما نجح المنتدى في تقديمه للثقافة نفسها، هو تأسسه من قبل مدن عالمية متقدمة ومتنفذة في مجالي السياسة والاقتصاد، تنظر إلى الثقافة نفسها على أنها المؤثر الأهم والرئيسي، فيما سيشهده العالم بحلول عام ،2030 وبعد تحول ثلثي الناس للسكن في المدن، كون هذا التحضر السريع والمتزايد، سيضع الحكومات في مواجهة تحديات أكثر تعقيداً، بسبب ضرورة تحويل النظام البيئي فيها الى نظام آخر بطرائق مبتكرة ولم يسبق لها مثيل، فازدياد عدد السكان في المناطق الحضرية يعني تضاعف أهمية الثقافة والإبداع والاهتمام بهما، كونهما السبب الرئيسي في جذب واستقطاب الناس للتحضر والرغبة في العيش المستقر . كما وأن المؤسسين للمنتدى قد أكدوا أن موقع الثقافة في قلب السياسة العامة، وبعضوية 22 من المدن الرائدة في جميع أنحاء العالم تحول المنتدى الى شبكة عالمية تربط بين كبار صناع القرار وأصحاب النفوذ من المثقفين والذين بمقدورهم التحدث بشكل علمي ولديهم معرفة كاملة وعمق فكري في تحليل الأوضاع الثقافية في مدنهم، بحيث يعمل تبادل الأفكار مع زملائهم على تشجيع وحث الابتكارات والأفكار الثقافية الجديدة والمساهمة في تطور المدن والعالم . ومع دعم هذا المنتدى إجراء بحوث مقارنة عن المدن الأعضاء فيه، بهدف بناء قاعدة أدلة قوية عن أهم وأكثر الأساليب التي تؤثر بها الثقافة في مدن العالم وسكانها، وتنظيمه مؤتمر قمة سنوي عالمي تتم استضافته بالتناوب من قبل المدن الأعضاء، لتبادل الأفكار والمعارف حول دور الثقافة في السياسة العامة لتمدين العالم وبإطلاقه ونشره سلسلة من البحوث والدراسات والندوات وورش العمل المصاحبة ومنصة آمنة على الشبكة الإلكترونية هدفها تبادل المعرفة بطريقة مباشرة، مع توفيرها لكل ما يمكن عبر وسائل التواصل المجتمعي ونشرة إخبارية تصدر كل شهرين، فهذا المنتدى يجعل الثقافة جزءاً من القاعدة الأساسية لتطور المدن، ومحوراً من أهم المحاور التي يزداد فيها العالم استقراراً، كما يعزز قيمة الثقافة نفسها، فهي ليست مسألة شخصية أو حالة تخص نخبة من البشر، بقدر ما هي حاجة أساسية ومحوراً رئيسياً يضاف إلى السياسة والاقتصاد، ثالوث ازدهار مدن عالمية متطورة . باسمة يونس الخليج الامارتية