كانت ولازالت مقاليد الحكم في دولة الإحتلال بيد أسر وعصابات وجماعات تعاني الكثيرمن عقد النقص والمكبوتات السلبية تجاه معظم الجوانب الدينية والإجتماعية و .. فهي تحاول تغطية مشاعر النقص لديها من خلال السيطرة على السلطة والثروة ..وأمام هذا وفي سبيله لا اعتبار ولاثبات لأي معتقد أو مذهب أو..يتناقض مع جنوح رغبات هذه الأسر والجماعات التي تتشارك الحكم وتتبادل لعب الأدوار والمواقف . .فعندما فرض التوجه القومي العربي بقيادة جمال عبدالناصر تغيير نوع نظام الحكم في صنعاء اتفقت هذه الأطراف على أفراغ هذا التغيير من مضمونه والإنقلاب عليه من داخله لتنسحب أسرة حميد الدين من الواجهة السياسية على أن تتفرد بالسلطة القضائية بينما تتولى أسرة الأحمر الواجهة السياسية المناصرة للجمهورية للمشاركة في صياغة قوانينها وتعطيلها وسد الفراغ لمنع وصول أي شخصيات من خارج هذه البيوت.. ومع بدء خفوت بريق القومية بدأت هذه الأطراف بتصفية الشخصيات التي كانت القاهرة قد فرضتها في بعض مراكز القرار من بعض القبائل والمناطق كتعز والبيضاء ومأرب و... وهكذ ا أصبحت أسرة الأحمر تملأ الواجهة السياسية والإجتماعية ..للدولة فعلي عبدالله صالح الأحمر رئيسا وأولاده وأخوانه وأبناء عمومته على رأس قيادة الأجهزة الأمنية والعسكرية والكيانات القبلية والسياسية كالقوات الخاصة والحرس والفرقة الأولى مدرع و....وحزب الإصلاح والمؤتمر ومجلس النواب والمجالس القبلية و.. وقد أمتهنت هذه العصابات تسخير أي توجهات أو مواقف لدول الجوار والإقليم والعالم لتعزيز سيطرتها وأرصدتها فعندما كان التوجه ضد الشيوعية احتلوا الجنوب متهمينه بالشيوعية والكفر وعندما سال لعابها على أموال السعودية ظهر علي صالح وبني الأحمر ضامين أيديهم في الصلاة على خلاف مذهبهم الزيدي ولما كان التوجه ضد القاعدة اتهموا الجنوب بالقاعدة ..وعندما برز الصراع العربي الإيراني وجاهر الحوثييون بولائهم الشيعي قام أعلامهم باتهام الحراك الجنوبي وتسميته بالحراك الإيراني مطالبين السعودية بالمليارات للقضاء على النفوذ الإيراني فاشتروا ملايين الأطنان من الأسحلة التي كانت تذهب إلى مخازن الحوثي باسم الحرب ضده بينما يوجهون كميات أخرى إلى صدور الجنوبيين ... وهكذا في تفاعلات وأحداث ما عرف بالربيع العربي حين خرج طلاب الجامعة وجموع البطالة من الخريجين من أبناء تعز والبيضاء وا .. في صنعاء باعتصام لإسقاط ومحاكمة الرئيس علي صالح الأحمر وعصابته الأسرية التي سرعان ما شعرت بخطورة أن يتحول الإعتصام إلى ثورة شعبية قد تقتلع كل عصابتهم من قصورها فكان لابد من لعب الأدوار لإحتواء الإعتصام بقدر الإمكان وفعلا خرج أبناء عبدالله بن حسين الأحمر صادق وحميد بعد أن دفعوا عناصر حزبهم المدجن (الإصلاح) إلى ساحة الإعتصام وسيطروا على المنصة معلنين براءتهم من الرئيس صالح ليس سياسيا فحسب بل ومن نسبه معلنين أن جده عفاش الدم وليس الأحمر ..ليلحقهم علي محسن الأحمر الذي أنكر أن يكون علي عفاش أخاه أو وجود أي علاقة نسب معه.. وتكفل علي محسن بحماية المعتصمين من عفاش وبالأصح أمن عفاش من احتمال زحفهم..وفعلا هذا ما حدث كما لم يغب دور أحفاد الأئمة (الحوثيين) عن المشاركة في إحتواء الساحة فتحول المشهد إلى أزمة سياسية هدفت لتجديد التقاسم بين تلك العصابات وتغيير أدوارها وتشديد سيطرتها ورفع معنوياتها.. ورأت هذه العصابات أن تخرج هذه المسرحية(الأزمة) برعاية خليجية ثم دولية اعتقادا منها أن هذه الرعاية تمكن سعيهم وتشرعن عنفهم لإجتثاث الثورة الجنوبية من ناحية ومن ناحية أخرى ما ستدره عليهم من المليارات فهم يدركون أن هذه الرعاية تعني تحمل السعودية ودول الخليج المسلم بنخوتها وكرمها لكل التكاليف والمتطلبات و.. إلا أن الأحدث والوقائع جرت عكس رغبات هذه القوى ونتائج السيناريوهات التي رسمتها إذ أتت مخرجات ونتائج مؤتمرالحوار الوطني ومن بينها مشروع اليمن الإتحادي ومسودة الدستور التي رأت فيها هذه الجماعات إنتقاصا لسيطرتها وتقليصا لنفوذها وقبضة سلطتها الإحتلالية على الجنوب ولإفشال المشروع الإتحادي اتفقت هذه الجماعات على أن يعود أحفاد الأئمة (الحوثة) لتولي قيادة المشهد السياسي والعسكري في دراما تراجيدية توارى بها عفاش مؤقتا وبدا فيها أولاد الأحمر وحزب الإصلاح وعلي محسن كقوى منهارة أمام الزحف الحوثي محملة الرئيس هادي مسؤلية ما حدث لتفر إلى وجهات مختلفة حسب الأدوار المناطة بكل منها تحسبا لأي تحرك أقليمي أو دولي بعد أن أوحت لرموز حزبها التعاطي مع الإنقلاب وشرعنته ففي الوقت الذي وقع فيه الرئيس هادي بقبضة الحوثيين وتحت رحمتهم كانت رموز الأحزاب والشخصيات القبلية و..تتدارس إلى جانب الحوثيين تشكيل مجلس رئاسي في موفمبيك . وخلال أيام من إكتمال مشهد الإنقلاب بصنعاء وبمباركة معلنة وغير معلنة من المخلوع وبني الأحمر وأحزابهم كانت راية ( الموت لأمريكا....) ترفرف على سطح كل المباني والمرافق الحكومية في جميع المحافظات الشمالية وصدى الصرخة يتردد في كل شوارعها ورغم أن التواجد العسكري لهذه العصابات التي تفرض احتلالها على الجنوب منذوحرب 1994م إلا أنها رأت ضرورة تجديد سبغتها الإحتلالية بجماعة الحوثي التي زحفت نحو الجنوب وبعكس الصورة في الشمال وجدت هذه المليشيات _التي التحمت بألوية غزوها القديمة _مقاومة شرسة من قبل أبناء الجنوب الذي استطاعوا بامكانياتهم البسيطة التصدي لهذه العصابات التي تفوقهم عددا وعدة . وبمجرد انطلاق عاصفة الحزم وحصول المقاومة الجنوبية على الإسناد الجوي وإنزال كميات متواضعة من السلاح تمكنت المقاومة وفي وقت قياسي من تطهير معظم الأراضي الجنوبية من دنس هذه العصابات لتفضح زيف وكذب مشهد إنهيار الفرقة الأولى وحزب الإصلاح والقبائل في الشمال.. وخطورة دور الأطراف التي فرت إلى كل من تركيا والسعودية مدعية عدائها للحوثي ومناصرتها للشرعية المتمثل بعرقلة أي نجاحات للتحالف وحجب وتغييب انتصارات الجنوب وتثبيط أي دور مقاوم في الشمال من خلال سيطرتهم على الحكومة والإعلام وحصولهم على الدعم بالمال والسلاح وبأرقام مهولة وتجهيز ألوية قتالية شكلت درعا واقيا لجماعة الحوثي وعفاش بدليل عدم إحرازها لأي تقدم يذكر خلال سنوات الحرب وهو ما وضع دول التحالف في موقف محرج أمام المجتمع الدولي كما عملت على عرقلة التنمية وتطبيع مختلف الأوضاع في المناطق المحررة في الجنوب وهو ما يتنافى مع الأهداف التي من اجلها هبت العاصفة وانطلق الأمل . وعند مشاركة المقاومة الجنوبية والجيش الجنوبي بتحرير المخأ أشتاطت هذه العصابة غضبا لتبدأ بتنفيذ مشروعها الإنقلابي الذي لم تكن عملية المطار سوى أحد جزئياتها فكل هذه الأحداث وغيرها تؤكد حقيقة تلك الجماعات الصفوية ومدى استعدادها لتقمص الأدوار وعقد الصفقات والتحالفات حتى مع الشيطان نفسه في سبيل خدمة مصالحها وأهواءها.