لعل المباراة المثيرة ليلة أمس بين فريقي برشلونة الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي بالدور الثاني من دوري أبطال أوروبا تعد من أفضل المباريات على مدار تاريخ البطولة العريقة. فقد تمكن الفريق الكاتلوني من تحقيق التأهل بطريقة أشبه بالحلم بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج من البطولة، إذا حلت الدقيقة 88 من اللقاء وبرشلونة يحتاج لثلاثة أهداف ليتأهل ولكن العزيمة والاصرار لدى لاعبي الفريق تمكنت من الدفع بهم نحو المرمى الباريسي ليتمكنوا من أحراز 3 أهداف في 6 دقائق ويضمنوا تأهلهم الى دور الربع النهائي من دوري الأبطال.
لن أدخل كثيراً في تفاصيل اللقاء لكون الكثيرين قد تابعوه على الهواء مباشرة عبر القنوات الناقلة للبطولة، ولكن ما لفت انتباهي هو الحملة الإعلامية المكثفة من الصحف الكتلونية لمؤازرة فريقها وحث لاعبيه على العودة في اللقاء بعد تأخرهم برباعية نظيفة بمباراة الذهاب.
وبرزت في الساحة الرياضية مصطلح جديد لم يكن معروفاُ للكثيرين منا من قبل ألا وهو مصطلح "ريمونتادا".
في مقالي هذا سأحاول اعرف القراء حول معنى مصطلح "ريمونتادا" ولماذا يستخدم في مثل هكذا مباريات ومتى جرى تداوله في أوروبا.
ريمونتادا، كلمة اسبانية تعني: التعافي، والعودة.. وفي اسبانيا تحديداً كانت تستخدم لوصف المعارك الأهلية وثورات الاستقلال بين القرن ال16 و ال19، عندما كان اقليما الباسك وكاتالونيا يحاولان الاستقلال بعيداً عن الحكم الملكي الإسباني.
ال"ريمونتادا" أضحت بعد ذلك كلمة أدبية، يستخدمها أدباء اللغة اللاتينية مثل بابلو نيرودا وبيدرو الكورون وغابريال ميرو في معارض وصفهم للمعارك الملحمية التي انتصر فيها طرف على آخر بعد انكسار.
في كرة القدم، كان ذلك المصطلح يستخدم باستحياء في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي واختفى، حتى أعادته صحيفة "سبورت" الكاتالونية في شهر مارس من العام 2013، كشحن لهمم لاعبي برشلونة بعد هزيمتهم النكراء أمام ميلان في ذهاب دور ثمن النهائي من دوري الأبطال الأوروبي.
وقتها، حدثت ال"ريمونتادا" ل8 ملايين كاتالوني ب22 قدماً، سحقوا ميلان برباعية نظيفة بمباراة الإياب.!
ونادت الصحف الكتلونية بالريمونتادا مرة أخرى بعد الانتكاسة الكتلونية أمام باريس سان جيرمان في ملعب الأمراء برباعية بيضاء قبل أكثر من أسبوعين.
وعنونت الكثير من الصحف الكتلونية وفي مقدمتها صحيفة "سبورت" المتعصبة للنادي الكتلوني غلافها بكلمة "ريمونتادا" علَّ أن تشحذ همم لاعبي الفريق الكاتلوني بموقعة الإياب.
ومع الإصرار الكبير وعدم اليأس والروح المعنوية العالية تمكن فريق برشلونة من تحقيق العودة والانتصار على الفريق الباريسي بنصف دستة من الأهداف وتحقيق ال"ريمونتادا" في موقعة سيسجلها التاريخ بأحرف من ذهب كان بطلها النجم الأرجنتيني ليو ميسي ورفاقه.