جميعنا يعلم كيف مر علينا الصيف الماضي ولابد ان الجميع يتذكر تلك الشهور كيف كانت صعبة و قاسية و عصيبة على الناس في ظل تردي خدمة الكهرباء التي تعتبر شريان الحياة في مدينة عدن الساحلية المعروفة بشدة حرارة الصيف فيها.
من يتذكر تلك الشهور لابد انه يتذكر كيف تعامل الناس في عدن مع تلك الحالة وذلك الوضع المزري ؟ فعلى غير ما كان سائد عند كل صيف حار يمر على عدن كانت عدن تشهد احتجاجات غاضبة و إعتصامات منددة تعبيراً عن سخطها لإنقطاعات الكهرباء غير ان هذا السلوك لم يكن حاضراً في الصيف الماضي والتزم الجميع بالهدوء والصبر والاحتمال لمعرفتهم ان البلد خرجت من حرب وهو الشيء الذي دعاهم للتعاون و الوقوف إلى جانب السلطة المحلية التي بذلت جهدا جبارا في الملف الأمني الذي كان التحدي الأصعب عقب تحرير عدن..
هذه التصرف المشرف والتعامل المسئول من الناس في عدن يعكس مدى حرصهم وتفهمهم للأوضاع ويظهر مدى سعيهم الجاد في إفساح المجال لتطبيع الحياة وعودة مؤسسات الدولة لتمارس مهاماتها وواجباتها تجاه المواطنيين..
هذا الموقف الذي تعامل به عامة الناس بعدن في الصيف الماضي تجاه تردي خدمة الكهرباء جاء من قناعة راسخة ان التجاوب المجتمعي مع السلطات في الظروف الصعبة هي عملية تكاملية تسهم في تجاوز كل العثرات والعراقيل وتعبد الطريق إمام المسئولين للعمل بدون ضغوط قد تربك المشهد وتزيد من عمق الأزمات وهذه المواقف ينبغي ان تكون عند السلطات محل تقدير وعرفان ..
ان الناس في عدن تنتظر من السلطات الحاكمة والمسئولة عن خدمات المواطن ان تفي بعهودها ووعودها التي قطعتها مرارا وتكرارا منذ العام الماضي وان تكون عند حسن الظن فان كانت عدن في العام الماضي قد مرت بمنعطف خطير عبر تحديات الملف الأمني والاقتصادي الذي استدعى الجميع للوقوف صفاً واحداً فان الوضع اختلف اليوم وباتت البلاد أكثر 0من وأمان وبات وضعها الاقتصادي أفضل من ذي قبل بكثير يجعل المجال مناسب والمناخ ملائم امام المسؤليين للعمل على تحسين كافة الخدمات ومن أهمها خدمة الكهرباء..
ينبغي ان تدرك السلطة ان المواطن في عدن قد تغافل وقض الطرف عن الانقطاعات المستمرة في فصل الشتاء على الرغم من معرفته ان تردي الخدمة ليس بسبب نقص مولدات الطاقة بل في القصور في تزويد تلك المولدات بالمحروقات الكافية للتشغيل فمستوى الاحمال تصل في فصل الشتاء الى ما دون النصف من اجمالي الاحمال في فصل الصيف الذي يصل في ذروته الى 390 ميجا في وقت تتوفر في عدن 240 ميجا وات موزعة بين محطة الحسوة ومحطة المنصورة و محطة الملعب ومحطة بدر وشهناز في خورمكسر وحجيف بالمعلا..
كما يتعين على الجميع ان يدرك ان صيف عدن ليس كشتاءها وان تغافل الناس وتجاهلهم في فصل الشتاء عن حالة الكهرباء لن يكون حاضراً في فصل الصيف القادم وحتى لا تدخل عدن في موجة من الاحتجاجات الغاضبة المعبرة عن حالات السخط والاستياء نتمنى على الجميع العمل على مضاعفة الجهود ليكون الصيف القادم اخف وطاه من الصيف الماضي الذي كان ثقيلاً على المواطنيين ..
هنا ونيابة عن اصوات الناس في عدن أتمنى على السلطات الحاكمة بتعددها و اختلاف مهامها ان تتجاوز اخطاء العام الماضي وان تستفيد منها تفاديا لتكرارها خصوصا المتعلق بخدمة الكهرباء وان يتم تحييد خدمات المواطن عن اي تبايانات او تداخل في السلطات تنعكس سلبا على الخدمات العامة مثلما حصل في العام الماضي