لا يخفى على أحد الوضع الكارثي الذي وصل إليه البلد في شتى المجالات المعيشية والخدماتية وحتى السياسية ، ومع ذلك وبدلاً من أن تسعى تلك الشرعية العرجاء إلى تطبيع الأوضاع وتقديم نموذج رائع ومشجع للمناطق المحررة ، وتجمل صورتها داخلياً وخارجياً لكسب ثقة الناس وتأييدهم لها ، نراها على العكس من ذلك تماماً ؛ فقد فشلت فشلاً ذريعاً في إدارة المناطق المحررة وتحريك عجلة التنمية فيها وتوفير الخدمات الأساسية والضرورية ولو بحدها الأدنى ، ولم تستطع الإيفاء بوعودها وواجباتها بدفع المرتبات وتوفير المشتقات النفطية التي تشهد بين الفينة والأخرى أزمات خانقة ومفتعلة .. نعم فشلت في كل ذلك برغم وقوف التحالف العربي بكامل امكانياته إلى جانبها ودعمها اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً ..!!.. وقد تجلى فشلها في أبشع صوره ، وأماطت اللثام عن قبحها ونذالتها في ملف الشهداء والجرحى ، فقد أهملت أسر الشهداء ، وأذلتهم أيما ذل في دوائرها وإداراتها ، وأما الجرحى فقد كان لهم النصيب الاوفر من الإهمال والإهانات والإساءة حتى أن ابن عرب نائب رئيس الوزراء وصلت به الجرأة إلى إهانة وانتهار جريح فقد ساقه وهو يذود عن حياض الوطن ..!!.. في حين أن هذه الحكومة سيئة الصيت لم تتوانَ ولو لحظة واحدة عن دعم فنان لا يغني ولا يسمن من جوع ولم يحقق أي فائدة للبلد ، حتى أن كبيرهم ابن دغر رئيس الوزراء قام بنفسه بالاتصال بالفنان " العزكي " ومواساته ، وهو الامر الذي لم يفعله ابداً مع اي شهيد أو جريح ..!!.. وأما سياسياً فحدث ولا حرج ن فقد اخفقت دبلوماسيتها وسياستها الخارجية ، ولم تستطع حتى استمالة المنظمات الدولية العاملة باليمن – لاسيما المنظمات التابعة للأمم المتحدة – وكذا السفارات والبعثات الدبلوماسية إلى صفها بدليل أن معظمها لم تتجاوب وتتفاعل مع دعوتها الرسمية بضرورة نقل مقارها الرئيسية إلى عدن بدلاً من صنعاء .. ولولاء وقوف السعودية وبقية دول التحالف بكل ثقلها الدبلوماسي والسياسي إلى جانبها في المحافل الدولية وتغطية فشلها وتصويب أخطائها الناتجة عن ادائها السياسي والدبلوماسي السيئ لكان امرها قد انتهى منذ وقت مبكر دون أن تستطيع اقناع المجتمع الدولي الاعتراف بشرعيتها كما هو حاصل الآن ..!!.. والشيء الوحيد الذي نجحت فيه هذه الحكومة الكسيحة بجدارة منقطعة النظير ، هو تخدير الشارع بإطلاق الوعود العرقوبية عبر إعلامها الكاذب والمضلل الذي يصور الواقع بخلاف ما هو عليه ويوهم الناس البسطاء بأن الأمور تسير نحو الأفضل بينما هي تسير من سيء إلى أسوأ ، ويعلم الله إلى اين تقودنا هذه الحكومة التي عجزت حتى عن توفير الكهرباء رغم المبالغ المالية الطائلة التي تجنيها يومياً من إيرادات النفط والضرائب وما إلى ذلك ، فضلاً عن المساعدات الخارجية السخية التي تتلقاها من التحالف وبعض الدول الصديقة ..؟!!.. فلا غرو لو فشلت هذه الحكومة الغارقة في الفساد من اخمص قدميها حتى منبت شعرها كون معظم اعضائها من النظام السابق بوجهيه المؤتمري العفاشي و الاصلاحي الأحمري والذين هم أصحاب سوابق في الفساد والإفساد ونهب المال العام وتحقيق الثراء الفاحش على حساب المواطن المسكين ..!!.