كتب / عمر الهارش يصادف يوم السبت الموافق 25 مارس 2017م. الذكرى الأولى على استشهاد البطل المقدام زيد رشاد الحنشي الفضلي ذلك الشاب المناضل والثائر الذي عرفته ساحات النضال وجبهات القتال عام 2015م . الشهيد البطل زيد رشاد الحنشي من أسرة عريقة وذات ادوار نضالية انتهلوا منها صفات الاباء والاقدام انخرط في الحراك الجنوبي رغم صغر سنة الذي لم يتجاوز الثامنة عشر من عمرة ، وكان رحمه الله عاشق لساحات وميادين النضال السلمية، وقد سمي من قبل رموز الحراك الجنوبي ب(الشاب المشاغب بساحات النضال) لحركته النشيطة وحنكته في تصدر المشهد وأخذ الأضواء ممن هم أكبر منه في الساحات وله ارتباط وثيق بقيادات ورموز الجنوب كان الشاب يضرب به المثل في النشاط والحيوية وحب الوطن . كانت منشوراته تتحدث عن شهداء الجنوب وعن تضحياتهم . وقبل استشهاده بساعات كتب منشور وارسله لأخية "السيد"على موقع التواصل الاجتماعي "واتس آب" قال فيه : الحياة رحلة وليست سباق ... ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ... أقدارنا قد كتبت ... وأعمارنا قد حددت ... ورزقنا محسوب وبدقة ... فلنمضى فى الرحلة مطمئنين ... ونستخلص منها ان السعادة لا تعني اننا لن نبكي ولن نحزن ... بل السعادة في الرضا بكل اقدارنا ... وأن نملك القدرة على التعامل والتعايش معها .. شاكرين .. راضين .. مبتسمين .. حامدين.. الحمد لله دائماً وابداً. عرف الحنشي بشجاعته واخلاقه وكان احد ابرز النشطاء الشباب في الحراك الجنوبي، وكان من الشباب المخلصين لقضيته ووطنه الجنوب، وكان شعارة الذي يردده دائماً نعيش احرار او نموت كراماً شهداء، وكان الشهيد لا يكل ولا يمل عن المطالبة بتحرير وطنه المسلوب. فكان من السباقين الذي شارك في كافة الميادين السلمية ثم حمل سلاحه في ساعات الكفاح وقاتل ببسالة في جبهة "عكد" كما شارك في معركة تحرير المنطقة الوسطى محافظة أبين. واستمر في كفاحه في كافة ميادين الشرف والبطولة مدافعاً عن الكرامة لا يبالي الموت في سبيل نصرة الوطن المحتل إلى ان ناداه نداء الواجب من أبين العز والشموخ فكان من السباقين فهب بمعية ثلة من صناديد الجنوب إلى العاصمة عدن وانخرط في صفوف المقاومة الجنوبية . في الخامس والعشرين من مارس 2016م أستشهد البطل المقدام زيد رشاد الحنشي اثناء هجوم إرهابي على معسكر التحالف العربي بالبريقة أودى بحياته الطاهرة وأنهت حلم شاب جنوبي مقاوم في رؤية النصر والمستقبل المشرق ، وها هي الذكرى الأولى لرحيله تهل علينا ومشهد استشهاده لايزال خالد في الاذهان . كان زيد ذلك الشاب صاحب الابتسامة والروح المرحة والقلب المؤمن بالحق شجاعا لايعرف التراخي او الاستسلام بل يتقدم الصفوف في اندفاع وقوة وهذا ماحدث في يوم استشهاده ومعه الشهيد ابن "مودية" محمد علي مسعود برطم عندما هاجمت العناصر الارهابية معسكر التحالف العربي في "البريقة" وتصدوا لها الشهيدين لا يبالون الموت في سبيل نصرة الوطن المحتل واستشهد وسلاحه في يده فادياً بروحه الوطن ومروي بدمه تراب الأرض الغالية. تغمد الله شهداء الجنوب بواسع رحمته ومغفرته والهم اهلهم وذويهم الصبر والسلوان، واننا على دربهم سائرون حتى النصر وتطهير ارض الجنوب من الاحتلال .