اليوم تحل علينا الذكرى ال50 لوصول بعثة الأممالمتحدة إلى عدن عاصمة الجنوب العربي في ال2 من ابريل عام 1967م للنظر في أفضل السبل لمنح الجنوب العربي الاستقلال في ال9 من يناير1968م انفاذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي أصدرته في 11 ديسمبر 1963م والقاضي باستقلال الجنوب العربي ووحدته ' وذلك بعد عرض القضية الجنوبية من قبل رابطة الجنوب العربي على اللجنة الرابعة المختصة بتصفية الاستعمار منذ عام 1959م ..
لقد وصلت لجنة تقصي الحقائق الدولية لمساعدة شعب الجنوب العربي على نيل حريته واستقلاله ووحدة أراضيه من المهرة شرقا الى جزيرة كمران غربا ومن البحر العربي وخليج عدن جنوبا إلى السعودية واليمن شمالا. وقيام دولته الوطنية جمهورية الجنوب العربي غير ان التدخلات الخارجية المدعومة من الجمهورية العربية اليمنية المتربصة الشرور والإطماع التوسعية في الجنوب العربي فقد دفعت إلى مقاطعة بعض القوى الجنوبية اللجنة التي عقدت إعمالها في فندق سيفيو هوتيل بخور مكسر بينما قابلها حزب الرابطة ممثلا في الامين العام الراحل الأستاذ شيخان الحبشي.. وهو ممن وقف من على منبر الأممالمتحدة يلقي إلى العالم بقضية الجنوب العربي ويشرح معاناة شعبه مع الفقر والمرض والجهل والتجزئة الداخلية والإطماع التوسعية والاستعمار في خطاب تاريخي شامل كان له الفعل الايجابي في إرسال بعثات تقصي الحقائق إلى الجنوب العربي أو إلى منافي شعب الجنوب العربي وقياداته في القاهرة والسعودية والكويت وبغداد واليمن وأجمعت كل تقارير وتوصيات البعثات الدولية على حق شعب الجنوب العربي في الاستقلال ووحدة أراضيه ' وكانت أخر لجنة وصلت إلى عدن في 2 ابريل 1967م هي لجنة تقصي الحقائق عن أفضل السبل لمنح الجنوب العربي الاستقلال بعد ان توقفت في القاهرة لعدة أيام التقت خلالها برئيس رابطة الجنوب العربي السيد محمد علي الجفري والشيخ محمد ابوبكر بن فريد المنفيان في القاهرة منذ عام 1958م وقيادات جنوبية أخرى وخلال لقاء أمين عام الرابطة بأعضاء اللجنة أوضح لهم خطورة الانصياع لرغبات طائشة بادعاء تمثيل شعب الجنوب العربي او بعدم احترام قرارات الأممالمتحدة حول استقلال الجنوب العربي موضحا إن إي خروج عن الشرعية الدولية سيؤدي إلى مخاطر جسيمه يتعرض لها الجنوب العربي تهدد مصيره ووجوده ومستقبله ' وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة 'وتعكر صفو الأمن والسلم الدوليين.
2ابريل1967م.. أورد هنا مقتطفات من رسالة ماجستير للأستاذ عبدالخالق عمر بن عفيف ..
: في 2فبراير 1967 م أعلن السيد "يوثانت" الأمين العام للأمم المتحدة عن تشكيل " البعثة الثلاثية" بموجب قرار اصدرتة اللجنة الخاصة في القاهرة بتاريخ 15 يونيو1966م وتكونت من " ما نويل بيزجيريرو" مندوب فنزويلا- رئيسا، والسيد عبدالستار شاليز ي مندوب باكستان- عضوا، والسيد" موسى ليوكيتا" مندوب مالي - عضوا، وقررت البعثة زيارة لندنوالقاهرةجدة في طريقها إلى عدن، وخلال الفترة من 20-25 مارس1967م عقدت محادثات مع مسئولين في لندن، ثم اتجهت إلى القاهرة في 25 مارس، وخلال فترة إقامتها اجتمعت بوفد رابطة أبناء الجنوب العربي برئاسة محمد علي الجفري ،والشيخ محمد ابوبكر بن فريد، والسيد عدنان كامل، والسيد عوض باوزير، و السيد محسن ابوبكر ،كما اجتمعت بالأمين العام للجامعة العربية " عبدالخالق حسونة" وسيد نوفل الأمين العام المساعد للشؤون السياسية اللذان أكدا على ضرورة تنفيذ قرارات الأممالمتحدة الخاصة بالجنوب، وضرورة التفاوض مع جبهة التحرير التى تتلقى الدعم من القاهرة، وفي 29 مارس وصلت البعثة إلى جدة،
واستمعت إلى وفد رابطة الجنوب وهم محمد سالم باوزير،و السلطان علي عبدالكريم، ثم اتجهت الى عدن ، في الوقت الذي أعلنت فيها كلا الجبهتان( التحرير والقومية) الدعوة إلى الإضراب الشامل، في الوقت الذي أصدرت فيه رابطة أبناء الجنوب العربي بيان من القاهرة رفض إي ادعاء إي طرف بأنه الممثل لإرادة الشعب في الجنوب، وأنة ليس من حق احد الادعاء بهذا في ظل الظروف المعقدة القائمة التي تمر بها المنطقة، وان الانتخابات هي الطريق الوحيد الذي يمكن التحقق من هو يمثل الشعب في الجنوب ، ودعا البيان الى ضرورة نزول البعثة الى عدن لمنع ما تقوم به بريطانيا من تكريس حكم السلاطين
. في 2ابريل 1967 م وصلت البعثة الثلاثية التابعة للأمم المتحدةعدن ووجدت ان الحياة قد شلت في المدينة ، وأعلنت الجبهة القومية وجبهة التحرير وبعض القوى السياسية الإضراب الشامل، وأعلنت قيادة القوات البريطانية في الشرق الأوسط بنشر ما يقارب من 2500 جندي لحماية البعثة ، وأحطت فندق السفيو هوتيل الواقع في مدينة خورمكسر بالأسلاك الشائكة.
خرجت المظاهرات المعارضة للبعثة في كلا من كريتر والشيخ عثمان، أحرقت الإطارات في الشوارع ، مما جعلت السلطات البريطانية تعزز الإجراءات الأمنية لحماية البعثة ، ونتج عن ذلك محاولة السياسة البريطانية في عزل اليحثة ، الدفع بها( البعثة) للتفاوض مع حكومة الاتحاد وهذا ما لمسة أعضاء البعثة. في 7 ابريل غادرت البعثة الثلاثية مدينة عدن ، أصدرت من نيويورك بيان ،
أوضحت فيه محاولتها الاتصال بسكان عدن والاستماع إليهم، وزيارة سجن المنصورة، وأضحت بان السلطات البريطانية وحكومة الاتحاد قد وضعوا العراقيل إمامها بدلا من تسهيل مهامها، وحملت المندوب السامي البريطاني" ريتشارد تيرنبول" الدفع بالبعثة باتجاه التفاوض مع حكومة الاتحاد- وهذا ما ترفض البعثة القيام به، أكدت على ضرورة التفاوض مع المندوب السامي باعتباره السلطة الفعلية في المنطقة، واشارت البعثة الى قرب اشتعال فتيل الحرب الاهلية بين الجبهتين( القومية التحرير) ، وان الحكومة البريطانية فد أعلنت بأنها سوف تمنح الجنوب العربي الاستقلال في 30 نوفمبر1967 م.