رجل تاريخي مميز.. سطر حياته بالكفاح والمعاناة. والإصرار على النجاح وتخطي الصعاب.. جاء في لحظة تاريخية معينة فيها تظهر معادن الرجال.. كان عمي محمد أحمد عامر.. رجلا مميزا بسلوكه وأفعاله وأخلاقه الراقية ونظرته البعيدة للأمور وبطموحه اللا محدود والعابر للقارات.. هذا الرجل المميز كان بالنسبة لي مصدر فخر والهام.. وقدوة في الحياة.. بنى حياته من الصفر بالجد والاجتهاد والسهر والتعب والغربة في ألمانيا.. حتى استطاع أن يكوّن حياته.. ويكسب الكثير.. ليعود إلى الوطن لمساهمي في نهضته.. ويا ليت ما عاد.. كلما كسبه بتعبه وعرفه وسنين العمر.. كله تبخر في لحظة طيش الحكام المراهقين للجنوب بعد الاستقلال.. وتعرضت أمواله وممتلكاته للمصادرة والنهب.. بل تعرضت حياته للخطر وغادر الوطن مرة أخرى ناجيا بروحه من هؤلاء الاوغاد الذين استباحوا أموال الناس وارواحهم بالباطل ودون وجه حق.. وعاش في الغربة متأثرا ومتأزما.. حتى وافته المنية في المهجر بعيدا عن الوطن والأهل والاحباب.. المجال لا يتسع للكتابة والإنصاف لعمل الحبيب محمد أحمد عامر.. ولكنني أره الان في أولاده الميامين الذين اتبعوا خطاه وفي مقدمتهم. ابنه البار أحمد محمد أحمد عامر.. ومن خلف ما مات.. ونترحم على روحه الطاهرة وندعو الله له بالرحمة والمغفرة... إنه سميع مجيب...
