لم أرى نهضة في أمة تثرثر أكثر مما تعمل، وتهدم أكثر مما تبني، وتثبط أكثر مما تتمسك، وتعّثر في مستقبلها أكثر مما تصلح ، ينتابني الذعر والخوف من المستقبل المجهول بعد الشتات تلو الشتات ووطن وكأنه كتب عليه ألا يهدأ وحلت عليه لعنه الانشطار ومعيشة الاضطراب تحت أصفاد الحرب والأعداء على مشارف الجبال. دعونا نخلع الحزبيات ونكسر الولاءات نؤمن بالمستقبل ونتحدث بعقولنا بعيدا عن غزل المال والتسابق للمكاسب ، أفسحوا المجال للمؤتمر الجامع وليجلس الجماهير على مدرجات المراقبة لنرى المخرجات وتلك العهود والوعود التي أطلقوها إلى أين تصل وهل فيها ما يفيد.
ما ذنبنا ؟ وما ذنب شباب هذه الأمة ؟ وما ذنب الشعب ؟ وما ذنب المستقبل الحضرمي ؟! أن يرفع أصوات المثبطين والمشككين للذهاب إلى مشاريع لبث الفرقة والشقاق والدعوة لإقامة مؤتمرات مضادة لزيادة الصدع بين الحضارم ووضع اليد مع الغريب لكي لا تنجو السفينة بأحد ويغرق الجميع.
من حق الشامتين بالجامع جميعاً وممن لا يؤمنوا بأدبياته ولا بعهود السياسة في البلاد المتقلبة أن يعبروا عن آرائهم كيفما شاء لهم لكن ليس لهدف النكاية وإفشال هذا المشروع الحضرمي أو المحاولة والسعي لعرقلته بأي شكل من الأشكال بعد إن هدرت الأموال والمقدرات في بناءه ولملمه الشخصيات والقيادات والوجهاء بالمحافظة شرقا وغربا واديا وساحلا في الداخل والخارج والوقت الذي ضيع في إشهاره والجهود التي بذلت في تأسيسه ، فليس بإنصاف أن نجهض هذا المشروع وأن اختلفنا مع من يقوم به وليس عقلا أن نمحي الإنجاز المحقق ونصادر المخرجات قبل أن تخرج، فنحن أيها الفضلاء الأحبة على نهاية الطريق للوصول إلى المحطة الأخيرة فهل نعيق مسيره وهو في أخر المشوار .
فليحيا مستقبل الأجيال ولنرى النور الموعود ننتظر ونضع قليل من الصدق والصبر لعل وعسى يكون هناك الخير ، ونتجنب أصوات المخذلين من خلف الصفوف ونترك سياسية التخوين فهي لا تبني مدينة ولا قرية بل تبني الانشقاقات والإختلالات ، ولو كتب على الجامع الفشل ما هو البديل إذا ! ، فالتروي مفيدا المنسحبين ومولين الدبر وعليهم التدبر فلكل شخص دينه وظروفه ، وليكن الاختلاف آية وإجماع الناس غاية.