حتى لا تفاجئنا ساعة الصفر التي جاري التخطيط لها ولما سيليها .. فإننا يجب أن ننتبه للكثير من المقدمات والممهدات لقيام ساعة الصفر المذكورة ، ولسنا بحاجة إلى ذكاءٍ غير عادي لمعرفتها ، كما لسنا بحاجة إلى البقاء في غفلتنا .. بل علينا أن نستيقظ وأن نتدارك ما فاتنا فعله ، ونفعله اليوم وليس غداً ! .. إن الخطر كبير وهو رهيب ، وهو - لا ادري لحسن حظنا أم لسوءة - ذو أنياب بادية ومرئية ، إلا لمن أصاب نفسه بنفسه بالعمى ! .. الفتنة تجري محاولات إشعالها ، ومبادئ التصالح والتسامح جاري حرقها ، وتقسيم الجنوبيين الثوار والمقاومين إلى مربعات ، لتتقاتل في ما بينها لاحقاً جاري التنفيذ بشأنها ، أزمة الخدمات أصبحت لعبة (يويو) تصعد وتهبط حسب ما يريد لها اللاعبون .. إذا نجحوا في تمزيقنا أكثر فسوف نتفاجأ ببعض المعسكرات وهي تلفظ من جوفها ما قد اختزنته لنا من نار وشرار ، فهل سنواجهها متفرقين ؟ .. إنهم يلعبون أوراقهم الأخيرة قبل ساعة الصفر ، وهي تتم عبر اللعب على معنويات المواطن ، وكيف يوصلونه إلى اليأس والإحباط ، ومن ثم سوف ينقلب على ما كان معه من قبل ، وسيقبل بما كان يرفضه من الأصل .. وإذا سُلبت إرادة شعبنا منه ولو بالتحايل والخداع والمكر ، فإن الوضع بعد الإفاقة من الصدمة سيكون كارثياً على الجميع وستصل الصدمة إلى حد لم نره من قبل ولم يعشه أحد على مدى تاريخ الجنوب .. اللهم إن كان ما سطرته هنا حقاً فلا تجعلني أراه ، فإن باطن الأرض أرحم لي من ظاهرها ، والسبب لن يكون ما سيفعله بنا وبأرضنا الغزاة في ثوبهم الجديد بل حماقة قومنا وإصرارهم على إرتكاب نفس الأخطاء كل مرة وتمسكهم بمبدأ (حبتي وإلا الديك) ، حتى لو كانت رقبة الديك تحت حد السكين ! ...