لا ادري من أين أبدا؟ ولا أدري اين انتهي وأين سيكون المرسى. كيف ابدأ وانت عنوان البدايات ايها العادل ، وكيف انتهي ونهايتك من أكثر النهايات وقعا على القلوب حزنا والما. كيف ابدا وحبر قلمي دمعا وحروف المفردات مترنحة أمامي على فراش الورق ألما؟ كيف ومن وبماذا أبدأ وافكاري هاربة مني بعيدا قاصدة مرتع الذكريات والسطور لم تنتظم على خطها المرسوم سلفا؟ كيف ابدأوا العبرة تخنقني وعيناي تغرورقان بالدموع والقلب مصبوغا بالحزن وكيف ابدأ وأنا أرثيك اليوم بعد مضي سنوات ثمان على رحيلك كالطائر المذبوح على هرم سيرتك العطرة وتراب عظمتك وبريق لمعان خلود أسمك الغالي على قلبي. . في مثل هذا اليوم 26 من شهر أبريل عام 2009م تلقينا خبر رحيلك واي رحيلاً هو ، اجل انه الرحيل المر الذي سبق الزمان وتعنون بالرحيل قبل الاوان. ابا محمد لقد كنت قبل وفاتك منصبا على المذياع متابعا ماتجود به من جديد بشأن تطورات حالتك الصحية في المستشفى العسكري بقاهرة المعز كنت أرفع أيدي الى السماء باكيا ومتضرعا المولى عز وجل داعيا اياه بالشفاء العاجل لك كلما قالت المذيعة ما يزال الاعسم في غيبوبته. ولكن ماهي الا ايام حتى جات للأنباء بما لم يكن في الحسبان لتعلن لنا النبأ الاكثر صعوبة والم وحزن ، نباء رحيلك الموجع الذي ابكانا نحن اولادك واسرتك واصدقائك وزملائك وكافة عشاقك في الوطن من أقصاه الى أقصاه في ذلك التاريخ المشؤوم 26 ابريل . نعم انه الوداع واي وداع يهون الوداع عندما يكون الامل في عودة من نودعهم ولكن وداعك النهائي الذي لا عودة بعده ولا بعده لقاء ، نعم وداعك ليس بعده لقاء ولكن نامل لقاءك عند المليك المقتدر... تباً للوداع من اين اتى لنا فياليت الوداع لم يُخلق (امني النفس) ولكن هي حكمة الله في خلقه ولله في خلقه شؤون لا ادري .. هل ابكيك ؟ ام ابكي نفسي ؟ لا بل سابكي وطناً فُجع شعبه وصعقت ارضه وماتت اشجاره واقفة من هول خبر رحيلك. اكذب على نفسي واجعل منها محل سخرية الجدران حين انوي تحريك اناملي لاكتب عن فاجعة رحيلك كيف لا تسخر وانا اكتب عن مالك القلم المتميز وصاحب الحروف المتفردة؟ كيف لا تسخر وانا اكتب عن الهامة الصحفية العملاقة التي سطرت اروع الملاحم الصحفية وجمعت حولها حبا واحتراما كل الاطياف والأذواق والفئات والمشارب . كيف لا تسخر وانا اكتب عن الشمعة التي احرقت نفسها لتضيء للاخرين طرقات للحرية والعدالة والمساواة. نعم لقد رحل زين الرجال وترجل فارس الفرسان من جواد إبداعه الأصيل مخلفا لنا تاريخ طويل من العزة والشموخ والكبرياء والبساطة. لقد رحل من صحو الكون ولكنه لم يرحل باقيا وسيضل ساكنا فينا الى الأبد. رحل ليقول لنا انه لا يستحق ان يعيش في وطناً كهذا وطن تعشعش في جنباته خيوط الحقد والكراهية والظلم والموت على عتبة كل باب يترصد للابرياء ويترصد لكل من يقول الحقيقة
رحل الفخر فبمن نفخر اليوم ايها الخال العادل الذي دفعتني سيرتك الحسنة التي أسمعها على كل لسان إلى خوض معمعان مجالا خضته وتميزت فيه وأصبحت علما من أعلامه . رحل السند فعلى من نستند بعدك يابا محمد؟ رحل الاستاذ والاب والمربي واصبحنا نقلب كفوفنا ونضربها اخماسا في اسداسا ولكن الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه نعلم جيداً انه من الصعب ان يشبهك احد او ان يتقمص شخصيتك احد لا لشيء إلا لانك عادل الأعسم وكفى. ولكننا نعدك ونعاهدك اننا على دربك ماضون واننا لرايتك حاملون ونعد الغادرين والحاقدين انه سيولد الف عادل وانهم لن يعيشو بسلام نعم رحلت وكلنا راحلون ولكن رحيلك قبل اوانه يا اعسم لله ما اعطى ولله ما اخذ والله المستعان ، ولدك الباكي الذي لم تسعفه تحركات الزمن وانفراط عقد السنوات من التلمذ على يديك أسوة بمن نالو شرف ذلك واصبحوا بفضلك بعد الله أعلاما يشار لها بالبنان. ولدك الداعي لك بالرحمة والمغفرة صابر السليس.