عندما صمتت روسيا ومرر القرار الدولي ( 2216 ) في 14 أبريل 2015م استنزفت الأطراف المتصارعة الكثير ، لم ينتهي السيد و أتباعه ، ولم تنتهي قوة صالح ورجاله ، ومازالت الشرعية ضعيفة إلى اللحظة إلا من حماية قاذفات السماء – صواريخ وطائرات - و إن توقفت الطائرات والصواريخ التي يطلقها التحالف العربي سيتم بلع الشرعية مثل الطائر المتحرك بسلاسة في جوف الأفعى ، أي أن التحالف العربي لم يتسيد ، ومشروعه مازال سراب في قيعة يحسبونه ماء ، إلا من زيادة معدل العطش والموت للناس في الجنوب واليمن . روسيا تحذر صنعاء من قرب معركة ألحديده بسيلها الجرار ، إدارة الأزمة في المعركة تتجدد فيها قدرات أنصار الله الحوثيه وتتجدد فيها قناعات الناس بالتكيف ، أنصار الله الحوثيين يحرك فعلهم معادلة دقيقة وهي أن النصر يعني البقاء والهزيمة تعني النهاية ، والمجهود الحربي قنواته الداعمة متجددة ، تعويض عائدات ميناء ألحديده أصبحت تؤخذ من كل النقاط ألداخله إلى صنعاء أو ألخارجه منها بتعريفة مطابقة لجمرك الميناء ، وهي لا تعترف بوثائق أي منفذ جمركي، البضائع ألداخله إلى صنعاء أو ألخارجه منها وفي كل المناطق الواقعة تحت سيطرتها يتم جمركتها مجددا أو تحجز ، والناس في صنعاء وجميع المناطق المسيطر عليها من قبل أنصار الله وصالح تكيفوا ، وقولبوا أنفسهم مع هذا الوضع الطارئ ، وتحركوا وبدلوا كثيرا من أنشطتهم للرزق ، وساعد في هذا الأمر قبضة صالح و الحوثيين كونها معركتهم الفاصلة . المعركة الحقيقية اليوم في الجنوب وليست في أراضي اليمن ، لقد تحركت محافظات جنوبية بأنانية بعيدا عن القضية الكبرى وحاولت بضجيج قطف الثمار قبل أن تنضج ، تحركها وزوبعتها ألفنجانيه جعلتها اليوم وحيده يسهل الانقضاض عليها ، السعي وراء مخرجات حوار صنعاء ومباركتها بل الصعود على فلك الشرعية كل هذه الأمور تشرعن اليمننة المدمرة للجنوب ، و الجهود التي تكرس لمعركة لا يستقيم فيه عود الجنوب تعني الإهدار الكامل للطاقات قبل بدء المعركة الفاصلة ، مراجعات الجنوبيين لكثير من اندفاعاتهم وعدم الانجرار بعيدا عن هدفهم السامي ضرورة مرحلية هامه ، بل حساسة تتحدد عبرها الانفكاك أو الاستعباد الأبدي . مازال 27 ابريل يمثل تاريخ شؤم توجه فيه أقوى الصفعات للجنوبيين ، يتكرر المشهد اليوم وبسخرية فجه ، أبطال هذا الفعل اليوم هم أنفسهم من شنوا حربهم على الجنوب في عام 1994م ، إنهم هادي ومحسن والإصلاح ، لقد تحركوا على كل الأشياء في1994م ، والى هذه اللحظة يتفاخرون بشرعيتهم ولم يعتذروا ، تحركوا على الأرض والإنسان والكرامة في ذاك التاريخ على الجنوب ، واليوم يتحركون على جثث الشهداء الجنوبيين بغية الانتصار لمعركتهم الحقيقية وهي خطم عدن نحو صنعاء قربان للحل السياسي القادم الذي يجعل من عدن عمق اليمن وبقرته الحلوب بمعية مناطق الجنوب قاطبة . الجنوبيين ليسوا بحاجه للمفلحي في هذا المفترق الحساس الخطير ، المفلحي صرح انه رشح من هادي ومحسن وبن دغر لكي يكون رئيسا لأقليم عدن كون الزبيدي رفض ذلك ، هذا التصريح يعطي المبرر الشرعي للجنوبيين تعطيل هذا التعيين وإحداث شلل تام وتقويض كل ما من شأنه بلع قضية الجنوبيين والاستخفاف بها ، جنوبية الشخص لا تخول له أن يعتلي رأس عدن إن لم يكن بار بشعبها داعما لقضيتها ورافضا الجور مجددا عليها ، لقد اعتلى سابقا الجنوبي حبتور وبداء يضفي على نفسه انه رأس إقليم عدن ، وصحا الجنوبيين على فاجعة انه أصبح رأس حكومة تحالف الحوثي وصالح في صنعاء ، لقد كان البلاء الأكبر للجنوبيين في عدن وكل الجنوب . الجنوبيين يجب أن لا يرهنوا أنفسهم إلى أيادي هي الهلاك لهم ، ولا يدعمون جهات يرون إنها تستخدمهم مطية مؤقتة لمشروعها الخاص ، يجب إبعاد حسن النوايا وطيبة الضن في القادم الجميل وهو الوهم ، لقد بحث الجنوبيين عن نجاتهم واستخدموا طوق نجاة مخروم ، وفي مثل هكذا إعلان صريح للحرب على الجنوب ثانية وإخراج رمز جنوبي من عدن مكتوف اليدين لأنه لم ينحني لصنعاء ولم يبيع نفسه لها ولم تستطيع الوصول لرأسه ، هذا الأمر هو الكارثة الحقيقية للجنوب وشعبه ، إقالة الزبيدي لا يستهدف منه شخص الزبيدي بقدر استهداف واضح جلي للمقاومة الجنوبية ومشروعها العادل الذي حُف بدماء كثيرة من شباب الجنوب ، ضبط النفس في هكذا حالة هو الانتظار للدخول طواعية إلى المقصلة ، المقصلة لا أحلام فيها ولا أمنيات ولا طمأنينة . أحلام الجنوبيين يجب أن لا ترسم من الرياض أو من ابوظبي أو من هادي ، أحلام الجنوبيين تحددها أفعالهم القادمة من هكذا قرار لحماية أنفسهم ومدينتهم ، كلا الأطراف الثلاثة الرياض و ابوظبي وهادي يتآمرون على بعضهم البعض ، عودة عدن إلى حضن محسن والإصلاح يساوي عودة عدن إلى حضن صالح والحوثيين ، وفي الحالتين يعني السقوط ، وسقطت عدن .