مخطئ من يعتقد ان خروج الجنوبيون وتضامنهم واحتشادهم هو انتصار لشخص عيدروس الزبيدي او مجرد احتجاج على إقالته من المنصب. في حقيقة الأمر ان السر وراء اشتعال هذه الثورة في كل المحافظات الجنوبية هو ادراك الشعب الجنوبي للخطر المحدق به من قبل الشرعية وأذرعها في الداخل والخارج .
وما قرار الإقالة الا إعلان رسمي للانقلاب على الشراكة التي تمت إبان حرب 2015 بين الأطراف الثلاثة المقاومة الجنوبية والتحالف العربي والشرعية مع ان الأخيرة لم تكن موجوده سوى بالاسم فقط.
الشارع الجنوبي سيعيد الأمور الى نصابها عاجلا او آجلا ولن يسمح بإعادة تصدير نظام صنعا وان اختلفت وسائل الشرعية في تمريرها.
الجنوبيون خرجوا ليعيدوا عيدروس وكل رفقائه ومن سار على دربهم الى احضان الشعب فقد كان من الضروري عليهم ان يفيقوا مبكرا من السبات الذي أصابهم في احضان الشرعية وليعلموا ان لا شرعيه غير شرعيه الميدان والشعب وان عليهم ان لا يقدموا اي تنازل تحت اي مسمى عن مبدئ التحرير والاستقلال.
القيادات الجنوبية اليوم أمام فرصه لاتخاذ القرارات التاريخية فالشرعية لا عهد لها ولا ذمه وعليهم تغليب مصلحة الشعب والانتصار لقضيته العادلة وتحديد نوعية الشراكة مع كل الأطراف بما فيها الشرعية والتحالف.
على قيادات المقاومة في الجنوب ان يقدسوا محبة الشعب لهم وان يكونوا على قدر من المسؤولية وان يصدروا بيان يليق بالشعب الجنوبي يتم فيه الإعلان الحامل السياسي او مجلس عسكري لإدارة شؤون الجنوب وان لا يرضخوا للشرعية وحليفتها التي تحاول اعادة حزب الاصلاح الى كل مراكز القوى في الداخل اليمني والجنوبي.
فشلت الشرعية في احراق الحراك الجنوبي عبر تشتيته ومحاولة إظهار قياداته على انهم فشلو في إدارة المحافظات المحررة المليئة بالفساد الممنهج الذي إدارته الشرعية طوال الفترة الماضية .
سيدرك العالم ان لا شرعيه فوق شرعيه الشعوب وأنها ستأتي لحظه يقتلع بها الشعب الجنوبي أرباب الفساد وزبانية الشرعية الى الأبد.