قبل اشهر قليله من الان نشبت شبه معركه كانت قد تتطور قبل احتوائها بسبب رفض الجانب الاماراتي في مطار عدن الدولي التخلي عن قائد عسكري جنوبي محسوبآ عليه بعد ان اصدر الرئيس هادي قرارا بإقالته! والى قبيل صدور قرار إقالة اللواء الزبيدي محافظ عدن ساد ويسود منذ عام ونصف من توليه السلطة المحلية اعتقاد شبه جمعي على نطاق شعبي جنوبي واسع ان القيادات الجنوبية تندرج تحت إطار(التحالف والشراكة مع ابوظبي الضامنة لمشروعها الوطني)!غير ان الرئيس هادي اتخذ قرار إقالة الزبيدي وسط حاله اقرب الى (التحفظ الاماراتي)! حتى الان فما الذي يحدث تماما في عدن مع الاخذ بعين الاعتبار حاله الصمت التي يلتزمها المحافظ الزبيدي من موقفه والقيادات الجنوبية من قرار الإقالة والتي شملت وزير الدولة هاني بن بريك مع امتياز إحالته للتحقيق!! وثمة سؤال بارز ازاء التحفظ الذي تلتزمه ابوظبي والذي قد يشي بما هو ابعد من التحفظ خاصه بعد إشارة وزير الدولة الاماراتي للشئون الخارجية الذي لم يخفي امتعاضه من القرار الا انه لم يفصح عن رفض بلاده المطلق له! وبمقابل التحفظ الذي مازال قائما تبدوا حاله الصمت التي يلتزمها اللواء الزبيدي والذي يتوافد الى منزله المئات من المسؤولين المحليين من لحج وابين والضالع يبدوا ان الرجل وفريقه في اداره السلطة المحلية في تشاور دائم لتدارس الموقف الذي لم تتضح سمته النهائية والتي قد تحتمل أمرين لا ثالث لهما أما القبول والترحيب واما الرفض والتصعيد!!
ولعل تأخر هكذا موقف يشي بشيء اقرب لمصطلح(التكتيك السياسي)! أللامتوقع بعد تحالف مع ابوظبي دام لعام ونصف والتي لم تحرك ساكنا للضغط على شرعيه هادي لمنع استصدار هكذا قرار قبل صدوره كما فعلت ماهوا ابعد من الضغط إبان استصدار قرار اقاله قائد كتيبه الحماية الجنوبي المعطل بالقوة الإماراتية حتى الان?!وهذا ما يزيد من حاله تصاعد الرأي في الشارع الذي يتحدث عن شبه(نهاية تحالف القيادات الجنوبية مع ابوظبي)من طرف واحد!!
بيد اننا قد نذهب بمقارباتنا في قراءه ابعاد قرار إقالة المحافظ الزبيدي الى ماهوا ابعد من علاقه القيادات الجنوبية من ابوظبي والتي يبدوا انها تقاربت اكثر مع الرياض التي تدعم شرعيه الرئيس هادي والتي لقوى الشرعية الشمالية فيها نفوذ كبير سعى كثيرا منذ تعيين القيادات الجنوبية في عدنولحج والضالع وحضرموت الى الإطاحة بها نظرا لاعتقاده بأنها تحمل مشروعا انفصاليا عن اليمن في حين تراه القيادات الجنوبية حقا اصيل كمشروع وطني قاده الحراك الجنوبي قبل ان يقبل رموزه العمل مع شرعيه الرئيس هادي وعلى رأسهم اللواء الزبيدي!
ولكن تبقى كل الاحتمالات وارده الى حدا ما في ضل بقاء حاله التحفظ الإماراتية وحاله صمت قيادات السلطة الجنوبية المقالة في عدن ولا استبعد ان يكون ما بين الصمت والتحفظ تطور قد يعيد زمام الموقف من جديد لبقاء هكذا تحالف لولاه لما عادت شرعيه الرئيس هادي الى عدن!!