وبعد إعلان عدن الذي زف بشرى البت فورياً في تشكيل ( المجلس السياسي الجنوبي ) وبعد هتاف الجموع الجنوبية التي فوضت المناضل عيدروس الزبيدي لمهمة تشكيل المجلس بعد أسبوع كامل على قرار إقالته ترى هل ينجح الزبيدي في مهمته؟! والتي كان قد دعا إلى انجازها منذ توليه منصب المحافظ قبل عام ونصف! فهل يحالفه الحظ أمام متغيرات جيوسياسية في تحالفات المشهد التي تبدو متباينة إلى حد كبير تجاه كل ما يصب في مصلحة الجنوب وكل ماهو جنوبي! وهذا ما يصعب حياله التكهن بماء ستؤول إليه التطورات في المرحلة المقبلة .. ومع هذا ليس هناك وقت لإضاعته مجدداً أمام المناضل عيدروس والحراك الجنوبي الذي أعاد بعض قيادات الصف الأول للحراك لتصدر المشهد عقب إعلان عدن الذي أعلنه وتجشم شرف إذاعته المناضل القيادي يحيى غالب الشعيبي كأحد ابرز قيادات الرعيل الأول للحراك الجنوبي!
وهنا يكمن مربط الفرس الذي أتمنى على المناضل الزبيدي أن يمتطيه جيداً من خلال دعوة فورية عاجلة لمكونات مجلس الحراك الأعلى المؤسس أمثال المعطري وحقيس والسعدي والشنفرة والنوبه والداعري وطماح وابن فريد دون أي استثناءات!
ولن أخوض كثيراً كقناعة شخصية وموقف ثابت إزاء كل انجازات واخفاقات مرحلة تقلد المناضل الزبيدي زمام قيادة المحافظة كمحافظ! إيماناً منّي بأن ( الزبيدي ) مشروع وطني فوق أي اعتبارات ثانوية كقبوله منصب المحافظ في وقت عصيب وخطير انبرى له الزبيدي لأجل عدن وقد نذر نفسه شهيداً حياً لها..
بيد أن هناك تحديات كبيرة أمام الزبيدي وإدارته المقبلة على مرحلة من العلاقة الجديدة مع كل الأطراف وتحديداً مع شرعية الرئيس هادي المقابلة بعد إعلان عدن لشرعية المناضل الزبيدي الجنوبية كشعب ومقاومة تسيطر على الأرض! وأرى أنه متى ماتعامل الجنوبيين مع شرعية هادي على مبدأ أنّهم( أصحاب الأرض ) ستتضح كل خيارات الشرعية التي قد تصعد الموقف بعد إعلان عدن سلباً أم إيجاباً بعد أن ارتكبت الحماقة التي أعادت رسم التموضعات الجنوبية وقد اتخذت قرار إقالة المناضل عيدروس!
ولا يمكن لنا أن نتماهى إلى ما لا نهاية أمام حالة ( تباين التحالف العربي على الوضع القائم في عدن والجنوب )!اوبمعنى أدق بات من الضروري تحديد موقف التحالف للمناضل الزبيدي وإدارته في كل الملفات السياسية والأمنية التي نجح الجنوبيين في تحقيق انجاز التزاماتهم تجاهها إلى حد كبير منذ اندلاع الحرب على الانقلابيين وقد حرروا عدن وسائر الجنوب بل وانتصروا على أراضٍ شمالية كالمخأ وهم يؤكدون على الاستمرار مع التحالف إلى ما هو أبعد شريطة الدفع بكل ما يعيد للجنوبيين استحقاق استحقاقهم الأول في عودة الدولة! وهذا ما على المجلس السياسي المرتقب أن يضعه على عاتق أولى أولويات تحالفه مع التحالف العربي وعلاقته بالشرعية !! غير أن إعلان عدن أعاد الجنوب إلى ( المربع رقم واحد )! بعيد تحرير عدن والجنوب من المليشيات الانقلابية يومها لم يكن هادي موجوداً ولا حكومته ولا أي مقاتل شمالي موالي للشرعية وكان بمقدور الجنوبيين إن تعاملوا بمنطق فرض الأمر الواقع ك( الحوثيين والمخلوع وحزب الإصلاح)! أن يستعيدوا دولتهم!لكنهم لم ينكثوا بالعهد مع كل الأطراف وعليه آن لهذه الأطراف أن تعيد كل حساباتها تجاه الجنوبيين والجنوب.!!