مدت قطر خيوط لعبتها لتتحالف مع قوى الشر في اليمن، على حساب التحالف العربي الداعم للشرعية فيه، التي تقاسم في سلبها الحوثيون والمخلوع، إلى جانب «الإخوان». وقد قدمت الدوحة الدعم اللوجستي اللامحدود لجماعة «الإخوان» التي سعت جاهدة لمصادرة الدولة وأسلمتها على طريقتها الخاصة، والسيطرة على أركانها، لتلقي بها في مهاوي الظلام. وبذلك تكون قطر قد وجهت طعنة في ظهر أشقائها في دول الخليج، من خلال استغلال مآسي اليمن لتحقيق مآربها الخاصة، واختارت حزب «الإصلاح الإخواني» ليكون هو أداة التنفيذ، ومن خلال الدعم الذي تلقته قيادات هذا الحزب فقد أصبح يمتلك نفوذا واسعا، وأمسى أشبه بالدولة الموازية في مواجهة الدولة الشرعية التي اتفق العالم على دعمها، وبفضل الدعم القطري استطاعت جماعة «الإخوان» أن تكسب وتشتري ولاءات خاصة. ولم تكتف الدوحة بدس أسافينها في داخل اليمن فقط، من خلال ما يسمى حزب «الإصلاح»، بل وفرت ملاذات آمنة لقياداته ومدتهم بالمال والإعلام، حيث أصبحت قياداته تمتلك عقارات وإقامات مفتوحة. ففي 29 يونيو/حزيران 2016، منحت قطر قيادات «الإصلاح الإخواني» ما يزيد عن 60 وحدة سكنية في مجمع آل ثاني بالدوحة. وبينما وضع عدد من الدول قيادات من «الإخوان» على قوائم الإرهاب، إلا أن الدوحة تغافلت ذلك، وتحدت ووفرت لهم الغطاء والحماية. ففي مايو/أيار 2016، صنفت الولاياتالمتحدة نايف القيسي محافظ البيضاء والمدعوم من قطر إرهابيا وداعما لتنظيم «القاعدة». وفي ديسمبر/كانون الأول 2016، وضعت وزارة الخزانة الأمريكية الحسن أبكر القيادي «الإخواني» البارز والمدعوم قطرياً على قوائم الإرهاب، كما وضعت في 19 مايو 2016، خالد بن علي العبيدي القيادي بحزب «الإصلاح» على لائحة العقوبات الأمريكية. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وضعت الإمارات العربية المتحدةوالولاياتالمتحدة شركة «العمي» للصرافة الممولة من «إخوان اليمن» والمدعومة من الدوحة على قائمة الإرهاب. ولم يقتصر الدعم القطري ل«الإخوان» على المال، بل وفرت لهم منابر إعلامية ضخمة، تنشر الفتنة، وتحرض من خلالها. ومع امتلاك ما يسمى «الإصلاح» إمبراطورية المال والإعلام أضحوا يملكون النفوذ الأكبر في اليمن، حيث يمتلك «إخوان» اليمن ما يزيد على 90 وسيلة إعلامية تبث من الدوحة ومدن تركية عدة، كما تكفلت قطر برواتب الإعلاميين وسهلت تحركاتهم وجولاتهم في أوروبا ودول العالم. وأيضا تمول قطر قناة «بلقيس» المملوكة من «الإخوانية» توكل كرمان، كما تدعم قنوات «إخوانية» تبث من تركيا مثل قناة «سهيل»، حيث تعمدت قطر من خلال الإعلام «الإخواني» في اليمن تشويه دول تحالف دعم الشرعية.