أيها الجنوبيون لماذا تفعلون بأنفسكم هكذا ؟ لماذا يخوِّن بعضكم بعضاً ؟ لماذا ترفضون النجاح وتساقون إلى الفشل الذريع ؟ هل تظنون الجنوب إقطاعية تتقاسمونها فيما بينكم ؟ هل تظنون الجنوب حكراً على جماعة أو فئة ؟ هل تريدون تهميش الانتصارات الكبيرة التي حققتموها ؟ أيها الجنوبيون : إذا أردتم استعادة دولة الجنوب المسلوبة فتوحدوا على كلمة سواء ودعوا القول للعقلاء منكم ، واتركوا الانتقامات وسيروا خلف قيادتكم السياسية ، فهي جنوبية خالصة ، ولماذا هذه السجون السرية ؟ وما سبب الاعتقالات ؟ وأين يذهب المعتقلون ؟ لماذا اعتنيتم ببناء السجون وتركتم القضاء وهو أساس العدل ، وما سبب تعذيب بعضكم بعضاً ؟ ما سبب هذه الكراهية بينكم ؟ إلام الخلف بينكم إلام ؟ متى ستتحررون من الأحقاد ؟ متى ستتحررون من التبعية للغير ؟ ومتى ستبنون الجنوب ؟ فمنذ الاستقلال ونحن من حرب إلى حرب ، ومن سجن إلى سجن ، ومن الارتماء في أحضان الشيوعية تارة ، وفي أحضان الوحدة تارة أخرى ، ومازالنا بعيدين من الاعتبار من تاريخنا الطويل المليء بالمآسي ، وكأننا اليوم نعيد استنساخه من جديد ، فالسجون السرية عادت ، وزوار الليل عادوا ، والظلم قد خيم في ربوع الجنوب المكلوم ، ونسخ الجبهات عادت وبكثرة وأصبحنا لا ندري رجل من في يد من . لقد لعب علينا الشمال المتخلف حسب زعمنا بعد الاستقلال ، وحكمونا وزرعوا بيننا الفتن والحروب ، ولم نعتبر من ذلك بل وسلمناهم دولة بعفشها ، وركنونا في زاوية في صنعاء ، ولم نعتبر ، وتحررنا منهم حسب زعمنا ومازالوا يحاربوننا وبنفس الطريقة والأسلوب ، شعارهم دق الحجر بأختها ، فأصبح الجلاد جنوبياً والضحية جنوبية ، فإن كتب للضحية العودة والخروج من غياهب السجون لم نصدق أنه خرج من سجن في الجنوب ، وكأننا به قد عاد من سجن أبي غريب سيء السمعة والصيت . أيها الجنوبيون : إذا لم تتوحدوا وتنفضوا غبار الأحقاد التي استشرت بينكم فابشروا بموسم حصادكم ، فلقد اقتربت أيامه ودنا موعده ، فالعالم يتشكل من حولكم ، وأنتم تبحثون عن الشفرة في ركام الماضي ، فامضوا ولا تلتفتوا للماضي ، وتشكلوا وشكلوا دولتكم على أساس العدالة والمساواة ، وانزعوا فتيل المناطقية فيما بينكم ، وانشروا المحبة والألفة بينكم ، ولا تنسوا أن عدوكم يتربص بكم الدوائر ، فإن غفلتم عنه بالإنشغال بمشاكلكم وأحقادكم فسينقض عليكم وستعيشون رعاعاً في في جلبابه ، فمن الحكمة الالتفاف حول هادي وقيادة هادي ، فمن المعيب أن يتوحد الخصوم ضدنا ، وهم خصوم فيما بينهم ، ونحن نصنع المكائد للنيل من بعضنا ، ففشلنا سببه نحن ، وتأخرنا سببه نحن ، فنحن لم نتوحد قط ولم ننصح لبعضنا قط ، فوالله لو توحد الجنوبيون لاحتار عدوهم فيهم ، ولأكلوا من فوقهم ومن بين أيديهم ، ولم يمدوا يد الحاجة لأحد ، فمن أجل الأمن توحدوا ، ومن أجل الأطفال والنساء توحدوا ، ومن أجل الجنوب توحدوا ورصوا الصفوف فأنتم المنصورون بإذن الله ، هذه نصيحتي لكم خطتها أناملي ، والله من وراء القصد ...