القائمة التي أصدرتها كل من المملكة العربية السعودية ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ,مساء الخميس 8 حزيران يونيو الجاري, والتي صنّفتْ فيها عدد من الشخصيات والكيانات العربية بالإرهابية (59 شخصية و12 كياناً), أغلبها قطرية ومصرية, وبحرينية, لم يرد فيها غير شخصية يمنية واحدة هي مستشار الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس حزب الرشاد السلفي عبدالوهاب الحميقاني, برغم كل الأدلة والحقائق التي تؤكد بأن في اليمن مخزون هائل من منتوج الإرهاب أفرادا وجماعات وكيانات وربما أحزاباً. وحتى الحميقاني لم تدرجه هذه الدول إلا مضطرة على ما يبدو, كون الرجل مُدرجاً حديثا بالقائمة الأمريكية للإرهاب ,يصعب إغفاله وتجاهله, وأي تجاهل له سيثير حفيظة واشنطن وربما غضبها بوجه من أعدوا هذه القائمة, وهؤلاء يعرفون ماذا يعني لهم غضب وتجهم وجه أمريكا ورئيسها ترامب على وجه التحديد. فهذا الاستبعاد للمتورطين بالإرهاب باليمن بهذه القائمة في الوقت الذي أحدث عاصفة من التساؤلات المشوبة بالريبة والامتعاض خصوصا من قبل ممَن تأذوا من هذه الآفة المسماة إرهاباً فهو يشي في ذات الوقت بأن هذه الدول التي أعدت واتفقت على إخراج هذه القائمة وخصوصا( السعودية الإمارات) مع أنها تعرف أن كثير من الشخصيات والكيانات اليمنية وبالذات الدينية-أو بالأصح المحسوبة على تيارات الإسلام السياسي - هي متورطة حتى الانغماس بعدة نشاطات إرهابية منذ قبل حرب 94م, أدناها درجة هي الدعم الإعلامي والمعنوي, وبعضها مُدرجة بقوائم منظمات دولية وأمريكية,( الشيخين الزنداني والديلمي القابعان بفنادق الرياض نموذجا لذلك). ثم كيف يمكن أن يفهم المواطن معنى التهم الإماراتية التي سمعناها وما زلنا وهي تمطر حزب الإصلاح الجناح الأخواني باليمن بوابل من التهم منذ بداية هذه الحرب وحتى اليوم, وخصوصا الأحاديث التي أطلقها وما زال عدد من مسئولي الإمارات والتي تتحدث بثقة عن امتلاكها لأدلة لا تحصى عن تورط هذا الحزب بالعمليات الإرهابية والاغتيالات ودعمه للجماعات الإرهابية باليمن وفي الجنوب بالذات وحضرموت على وجه الخصوص؟.فكيف سكون تفسير الإمارات حيال هذا الموضوع؟؟ فهي في حال أصرت على صحة ما تقوله من تهم- وهذا هو المتوقع- فالسؤال الذي ستواجهه هو: لماذا لم نرى أحد من تلك الرموز الإصلاحية الإرهابية بهذه القائمة المشار لها آنفاً والتي كانت الإمارات واحدة من ابرز الدول التي اعتدها سيما و أن وسائل إعلامية إمارتيه قد تحدثت عن اعتقال عدد من القتلة وقد اعترفوا بالجهات التي تقف خلفهم, ومنهم قتلة المحافظ السابق جعفر والشيخ العدني وغيرهما. وفي حال تحللت الإمارات من تلك التهم الموجهة للإصلاح -وهذا مستبعد إلى حد كبير- فحينها ستكون مصداقية مسؤوليتها على المحك. ومع ذلك سنقول أن هذه الدول التي أقرت هذه القائمة تحاشت ذكر أي من هذه الشخصيات وغيرها والكيانات المتورطة بالإرهاب باستثناء كما أسلفنا الشيخ الحميقاني كون أي إدانة لأي كيان أو شخصية يمنية متواجدة بأراضيها سيعني بالضرورة إدانة للجهات التي تستضيفهم بأراضيها وتمنحهم معاشات شهرية وامتيازات مالية ومادية لا حدود لها,فضلاً عن الغطاء السياسي والإعلامي التي توفره لهم, وفنادق الرياض وربما دبي متخمة بنزلاء كُثر يعرفون بأسماهم من كثر ما اقترفوه بالسنين الخوالي وما زالوا حتى اللحظة. ومع ذلك لا نعتقد أن هذا الغطاء الذي يجدونه اليوم بفنادق الخليج الوثيرة سيستمر بعد أن تزول الحاجة لهم من قبل مضيفيهم, بعد أن يقضوا منهم وطرهم ويظفروا بحاجتهم. فلتاريخ ذاكرة لا تتزهمر,وللأيام تجارب ووقائع هي خير شهود.