ماذا ستفعل عزيزي القارئ اذا هبطت عليك ثروة طائلة مهولة تقدر بمليارات الدولارات ماذا ستفعل اذا هبطت عليك وحدك هكذا فجأة ، تخيلوا معي أحبتي فنحن في اليمن لا نمتلك سوى الخيال وحده فهو الاضمن وما نمتلكه في مخيلتنا يبقى في مأمن عن أي تهديد أما أي شيء أخر فيصرف له من الورق بدل المالك اربعة ومن نفس المرفق المختص يعني كله ورق ورق أه يا وطن على ورق ، فجميع الملاك الأربعة أوراقهم سليمة وقانونيه وبعدين الفصل بين الاربعة المتحانقين يتم بالمذهب السلتبيسي اليمني المعروف بالسلاسة والليونة والمرونة وفق قانون الباسط مالك وتفاهموا معه وراضوه ، نرجع لموضوعنا ماذا ستفعل عزيزي القارئ إذا هبطت عليك ثروة من السماء ، طبعا البعض بيتفلسف وبيدخل الفيس يكتب التبرع بها لفلسطين على أساس جدلوا السرر حقه في غزة ، والاخر بيقول ببني بها مساجد والله اللي يفكر يبني مساجد لو يزوج بها الشباب ويرحمهم من التحميل بيكون أجره عند الله اعظم ، وفي ناس احلامهم فرنسية وشغل منظمات سوف يتبرعوا للمساكين والفقراء والمحتاجين وذوي الدخل المحدود وهم يا عيني بيجلسوا العمر كله يأكلوا أندومي وتمر بواكت وقده هذي الأيام أيامه العب لك وا علي العب ، وأعتقد أن 99 بالمائة من الشعب اليمني من ذوي الدخل المحدود يعني راتبه 42 لاكن في الشهر يصرف 100 الف إيش هذا كبره ولا دلع بس والله مشى الحال ونفع ، هذي البلاد اكتشفت فيها سياسة جديدة يعني ايام الكلية كنا ندرس مادة مشتريات ومخازن وكان في زي قواعد في المخازن يقلك ما يرد اولا يصرف اخيرا او ما يرد اخيرا يصرف اولا ومن ذي الهدرة المهم البلاد هذي غريبة والسياسة الاغرب فيها اننا نصرف اكثر بكثير مما نكسب يعني ندخل ملاليم ونصرف هبشه وقليل مش عارف إيش اسمي هذي السياسة هل بسياسة يا غائب تعالى او بسياسة الدجرة والبسباس في ظل انعدام الإحساس ..... والخ من السياسات التي لا تظهر ولا تبتكر الإ في اليمن . انا عن نفسي راتبي بسيط جدا زي رواتب أصحاب الدخل المحدود من وظيفتي الحكومية وانا عازب وساكن في بيت الوالد يعني ما فيش ايجار لاكن مع كذا ما يكفينا راتبي وحدي لأننا انفقه كامل في يوم واحد من ديون لصاحب البقالة وصاحب النت وصاحب العسل وصاحب الكافتيريا وصاحب الخضرة ويبقى معي حق غداء وتخزينه يوم الراتب ومن يوم الغد نبدأ بعجلة ونغمة الأغنية المحببة الى قلوب الكثيرون منا معانا الف سلف الى الراتب ، من جديد نبدأ بتسديد الديون وهكذا هكذا نسير بصمت وننفق وندبر امورنا ونخزن ونفتهن وفق سياسات يمنية خالصة تعجز عن تطبيقها اكبر اقتصاديات العالم ، فالمواطن اليمني بحكم قدرة بأن يكون مصيره مربوط دائمآ وأبدآ بساسة أكبر إنجاز لهم انهم يلحسوا لانجوس ويملعطوا يداتهم حنة ، فتسببت هذة السياسات العقيمة لفطاحل وطحالب اتخاد القرار اليمني والتي علمت المواطن اليمني علمته الكثير وصقلت مواهبة وجعلته اقتصادي من الطراز الاول ، وانا يمكن لجأت للكتابة والهدرة والهدار في الصحف للبحث عن مصدر دخل أخر اضافي لتأمين القيم السابقة وتعزيز مبدأ معانا الف سلف للراتب بس عاده الجماعة ما أفتهم لهمش !!! يعني بتطلب بتشحت وانت رافع الرأس وبكل ثقة ضامن مصدر دخل إضافي يعزز موقفك وموقعك بين كل المدينين المطبرين سلفآ ، طيب خلونا نتكلم جد إيش بتعملوا لو هبطت عليكم ثروة من السماء ، بصراحة عن نفسي انا اجمل يوم واخص يوم في حياتي هو يوم الراتب أفرح بحصل فلوس وبنفس الوقت ازعل لأن اللي بستلمة سوف يتبخر بسرعة ، عادكم ما فكرتوا إيش بتعملوا !!؟؟ انتم زيي أنا ليلة الراتب اسجل طلباتي بورقة واحطها فوق الميز جمب شاشة الكمبيوتر المسطحة اللي ضيعت صحتي واروح استلم الراتب وارجع والجيب فاضي ولما انظف الغرفة اكرع بالورقة واكرر العملية كل شهر يمكن مرض نفسي أو الإيمان والتمسك بالقيم والمبادئ لأن في حياتنا عادات ما تتغير ، الآن إيش بتسوا إذا هبطت عليكم ثروة طائلة من السماء ، عن نفسي جهزت وخططت جيدا ودونت كل قرش سوف أصرفة من هذي الثروة داخل مجموعة من ورق ايه 4 ودبستهم مع بعض عشان ما يضيعوش لو اتشنتحت الغرفة وحان وقت تنظيفها لا تتهاونوا بالفكرة فقط فكروا ماذا ستفعلون إذا هبطت عليكم ثروة من السماء لازم تكونوا جاهزين ومستعدين لمثل هكذا يوم .
الخلاصة
الثروة الحقيقية هي أنفسنا أرواحنا هي قوتنا وتمسكنا بقيمنا وبمبادئنا الجميلة في زمن كل شيء فيه ينهار ويتلاشى و يتحلل ويغرق في امواج متلاطمة و رمال متحركة تبحث عن الإنجاز وهي تؤمن بشدة أنه إعجاز ويصعب تحقيقه ، الثروة ليست المال او الجمال أو ماهو مختلف وغريب ونشاز الثروة الحقيقية هي الذات الإنسانية المهذبة والفكر والإحساس النبيل .