قيادات المجلس الإنتقالي الجنوبي ودورهم من تنوع المواقف العربية وتبدلها إلى توازن القوى المحلية والإقليمية والدولية . عند كل أزمة سياسية تتجه الانظار نحو معرفة الرأي او الموقف عما يحدث كنوع من الإقرار بالتعريف لأي طرف او جهة . ففي هذه المرحلة الأكثر تعقيدآ على الإطلاق يقفز الى الأذهان سؤال مهم كيف يستطيع المجلس الإنتقالي الجنوبي أن يمارس الدور مع التحالف العربي الذي يعاني ويمر بأزمة سياسية هي الاخطر والاهم في المنطقة ، هل يستطيع أن يقدم قراءة ناجحة للأزمة الخليجية والعربية في تشابكاتها وتعقيداتها ؟
فالمنطقة العربية والخليجية اليوم ليست مثل الأمس هناك تحولات في النظام العالمي الجديد وهناك إعادة لرسم سياسية المنطقة وفق الخطط الامريكية والخطط الروسية ، فالاصطفافات الاقليمية والتدخلات الروسية والامريكية لها أبعادها الايديولوجية والسياسية وسوف توضع الضعيف أمام تحديات الولاء والإنتماء والتبعية .
بالإضافة الي ما أسفرت عنه الحرب في سورية والعراق وليبيا وتدخلات السعودية في اليمن وأيران في الشام واتهام قطر بدعم الإرهاب تلك التدخلات التي جميعها تمت بفعل المال السياسي والدعم الديني والمذهبي جميعها ملفات ملتهبة وضعت الشعوب الخليجية والعربية أمام تحديات كبيرة .
إذا ماهي الوسائل الكفيلة التي تمكن المجلس الإنتقالي في تقديم رؤية جديدة تصون أهداف ومبادئ ثورتنا وتتفهم الاختلافات القائمة بين الأنظمة الخليجية والعربية وما يترتب عليها من تباينات سياسية ومواقف متشددة دون أن يسعى أي طرف إلى تهميش رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي أو إلغائها .
بالنهاية هل يشكل المجلس الانتقالي الجنوبي كتلة متجانسة موحدة الأهداف والاهتمامات ؟
شخصيآ أتمنى أن لا يكونوا جماعة متعددة الأفكار والمرجعيات تستعملها السياسية الخارجية للمصالح المؤقتة وعندما تتغير المواقف الخارجية في حقل السياسة المباشر والمتغير حسب الأوضاع والمصالح والتطورات المرتهنة في تنوع المواقف وتبدلها إلى توازن القوى المحلية والإقليمية والدولية وما تقرره في كل لحظة من اللحظات التاريخية ، فيجدون انفسهم مجبرون على مالا يريدون وهنا تخرج قضيتنا السياسية بصورة قاصرة ومشوهة .