أكدت مصادر اعتزام سلطات الاحتلال «الإسرائيلي»، المصادقة على مخطط لبناء 800 وحدة استيطانية في مستوطنات «بسغات زئيف، ونافيه يعقوب، ورموت، وغيلو»، التي تقع ضمن حدود القدسالمحتلة، فيما أعلنت الجامعة العربية ومنظمات فلسطينية، ترحيبها بقرار منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو)، الخاص بمدينة القدس، تزامناً مع اقتحامات جديدة للمستوطنين للمسجد الأقصى المبارك. وذكرت المصادر أنه مقابل المخطط الاستيطاني الضخم، ستعرض على لجنة خاصة لدى الاحتلال تراخيص تتعلق ببناء 114 وحدة سكنية، في أحياء عرب السواحرة، وراس العامود، وشرفات، وشعفاط، ومنطقة الطور. وكثّفت بلدية الاحتلال في القدس خلال الفترة الأخيرة من نشاطها الاستيطاني، حيث صادقت اللجنة المحلية المذكورة خلال الأسابيع الماضية على مخططات لبناء عشرات الوحدات الاستيطانية في مستوطنات «راموت»، و«رمات شلومو»، لكن المخطط الذي ستصادق عليه الأسبوع القادم، أكبر بكثير من المخططات السابقة، ما يشير إلى تغيير في سياسة البناء الاستيطاني في القدس. ودعا كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، خلال لقائه مع القنصل البريطاني العام اليستر ماكفيل، المملكة المتحدة إلى الاعتراف الفوري بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967. وأكد عريقات أن على المجتمع الدولي مساءلة ومحاسبة الحكومة «الإسرائيلية»، وعدم مكافأتها بأي شكل من الأشكال. إلى جانب ذلك أعلنت حكومة الوفاق الفلسطينية، ترحيبها بتبنّي لجنة التراث العالمي في اليونيسكو، قراراً يؤكد زيف ادعاءات الاحتلال بشأن مدينة القدس، ويسقط مزاعم السيادة «الإسرائيلية» عليها. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود: «هذا القرار العالمي الجديد يتوج سلسلة قرارات سابقة، تؤكد جميعها زيف وتلفيق الرواية الاحتلالية، وينحاز إلى صدق الرواية العربية الفلسطينية، وإلى الوضع الطبيعي والحقيقي لعاصمة دولة فلسطين». وأشار المتحدث الرسمي إلى أن كل محاولات الاحتلال لطمس معالم مدينة القدس باءت بالفشل، على الرغم من الإمكانيات الهائلة التي يسخّرها منذ نصف قرن للاستيلاء على مدينة القدس، وعلى الرغم من كل الخطوات والإجراءات غير المسبوقة التي اتخذها ويتخذها، بحق المواطنين المقدسيّين وبحق المدينة وتاريخها العربي. من جهته قال قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهباش، إن قرار اليونيسكو يعد «انتصاراً جديداً للحق الفلسطيني وللدبلوماسية الفلسطينية والعربية في المنظمة الدولية»، كما رحّبت جامعة الدول العربية بالقرار الجديد. وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، سعيد أبو علي، إن تصويت هذه الهيئة على هذه المسألة ينصف الحقيقة التاريخية، ويعكس كذلك في بعد آخر، الموقف العالمي الرافض للسياسة «الإسرائيلية»، بما في ذلك رفض العالم الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال. وجدّد أبو علي، التأكيد في هذا الصدد على الموقف القوي والثابت للجامعة في دعم القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية. ميدانياً وفي حين شهد المسجد الأقصى اقتحامات جديدة لمستوطنين متطرفين بحماية قوات الاحتلال، ذكرت مصادر فلسطينية أن اشتباكاً مسلحاً وقع في مخيم قلنديا قرب القدس، عقب اقتحام جنود الاحتلال للمخيم، وتنفيذ حملة اعتقالات ومداهمات في منطقة كفر عقب. وقال شهود إن قوة عسكرية انتشرت في أحياء مخيم قلنديا، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين عناصر الاحتلال ومجموعة شبّان، وسمع صوت إطلاق نار خلال المواجهات. واعتقلت قوات الاحتلال سبعة شبان من محافظة نابلس. وفي جنين اعتقل جنود الاحتلال ثلاثة شبّان من مدينة جنين، وبلدة ميثلون، وقرية بير الباشا. وذكرت مصادر إسرائيلية أن الاحتلال اعتقل 16 فلسطينياً من مختلف مناطق الضفة الغربية. وفي قطاع غزة استهدفت زوارق حربية إسرائيلية فجر اليوم بنيران أسلحتها الرشاشة، الصيادين ومراكبهم في عرض بحر شمال القطاع.
