تشير المعطيات الى إحتمال توسع الحرب لتأخذ طابعا أقليميا أكثر لو فكرت كل من تركيا والسعودية ومعها دول الخليج بالانخراط في حرب برية ضد النظام السوري وحلفائه الإيرانيين والروس وحزب الله بعد الانتصارات التي حققها النظام السوري على المعارضة المسلحة واسترداده العديد من المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة بفضل الدعم الكبير الإيراني والروسي . ليس من مصلحة السعودية ودول الخليج الغوص في المستنقع السوري و دخول الحرب مباشرة قبل ترتيب الأوضاع في اليمن وهزيمة الإنقلابيين والقضاء على الجماعات المتطرفة والإرهابية التي زرعوها في الجنوب وفي أماكن عدة من اليمن ، هناك من يريد جر السعودية ودول الخليج الى المستنقع السوري للأنتقام منهم نتجة للهزائم التي منيوا بها في اليمن وفشل مشروعهم التوسعي في الجزيرة والخليج ، الى جانب ادخالهم في حرب استنزاف واسعة تؤدي الى اضعافهم وبالتالي يسهل على إيران وغيرها من الدول تنفيذ مخططاتها في المنطقة ، نتمنى من السعودية ودول الخليج أن لاتندفع في هذا الإتجاه لتكرر الخطاء القاتل الذي وقع فيه صدام حسين عندما استدرج لغزو الكويت وكانت النتيجة تكالب دول العالم عليه واسقاط نظامه القوي الذي كان يقارع النظام الإيراني ، واستباحة العراق للنفوذ الأمريكي والإيراني كما نراه اليوم . الصراع في سوريا ينذر بأن يتحول الى صراع كوني بين الدول الكبرى لتصادم المصالح بينها ومحاولة إعادة رسم خريطة المنطقة وفقا لهذه المصالح على غرار ماجرى بعد الحرب العالمية الأولى ، سايكس -بيكو جديدة، للأسف الشديد بسبب أنانية الحكام الطغاة العرب وما يجري من احتراب وقتال من أجل السلطة في المنطقة العربية ، وفي الأخير المستفيد من ذلك كله هي أسرائيل وإيران . معلومة تاريخية
سايكس --بيكو : هي اتفاقية بين المندوب البريطاني مارك سايكس والمندوب الفرنسي جورج بيكو عام 1916 م لاقتسام المشرق العربي على النحو التالي : 1- استيلاء فرنسا على الشام مع جزء كبير جنوب الأناضول ومنطقة الموصل في العراق 2- استيلاء انجلترا على جميع البلاد الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية ، وتضم جنوبالعراق الى شمال بغداد وشرقي الأردن 3- إقامة إدارة دولية خاصة في معظم فلسطين ، بسبب وجود الأماكن المقدسة فيها .