يعيش صندوق النظافة وتحسين المدينة بالعاصمة السياسية المؤقتة عدن نشاطا مكثفا على مختلف صعد العمل، من نظافة، وتحسين، وتوعية شاملة للمواطنين من مختلف الأعمار، وإلى كل مواقع، تجمعاتهم، وذلك تلبية لمطلب النظافة كشرط أساسي لنهضة العاصمة المؤقتة لليمن الاتحادي الجديد بقيادة الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وتنفيذا لتوجيهات الأخ المحافظ عبد العزيز المفلحي، الذي لايدخر جهدا للنهوض بعدن، بالفعل قبل القول، وبعيدا عن البهرجة، والمزايدات الإعلامية الكاذبة، والزيف الذي عانت بسببه المحافظة، وخسرت من جرائه الكثير من الفرص، ولاسيما في مجال الخدمات. وبهذا الصدد؛ فقد أصبح ملموسا أن يرى المواطن هذه الجهود، حيث لا يخلو واقع المديريات العملي من أنشطة استثنائبة، ضخمة، فضلا عن الجهود اليومية الدائبة التي تبدأ مع الساعات الأولى لبزوغ الفجر على أيدي الوجوه السمراء التي لونتها حرارة الشمس، وكدح العمل، سعيا للوصول بالفعل إلى عدن نظيفة وجميلة، وبين هذا وذاك، تتخلق هذه الجهود، وتتعملق أفعالا وواقعا معاشا على ايدي العاملين، وبالتكامل، والتضافر مع جهود مشرفي ومشرفات التوعية البيئية، الذين يؤدون واجباتهم في الميدان، متواصلين مع الساكنين على نحو مباشر سواء أكان في الأحياء، أو الأسواق، أو المدارس، أو محطات سيارات الأجرة، وكل مواقع التجمع السكاني، مرافقين، ومشاركين في مختلف حملات، وأعمال النظافة اليومية المستمرة، فضلا عن التوعية المتنقلة بوسيلة المطويات ، والملصقات ، وإلقاء المحاضرات، وتوجيه النصائح البيئية كلما سنحت الفرصة، والزمان والمكان . ولعل من ثمرة ذلك مارأينا في الواقع من تجاوب، بل ودعم السلطة المحلية لجهود الصندوق عامة، ولجهود التوعية البيئية خاصة، ومن ذلك ما قامت به الجهات الأمنية مؤخرا من منع المستهترين بجهود التحسين من تعاطي القات في رصيف كورنيش المحافظ في منطقة ريمي بمديرية المنصورة، وهو الصنيع الرائع الذي حظي بتقدير وشكر قيادة الصندوق ممثلة بالأخ المهندس قائد راشد أنعم المدير العام للصندوق، الذي وصف في تصريح صحافي له هذه الخطوة بالطيبة، والإيجابية، باعتبارها خطوة للوصول إلى مطلب القضاء على ظاهرة العبث المستشري في متنفسات، وسواحل عدن، والمتمثل بافتراش ماضغي القات أرضيات، وأماكن جلوس العائلات، وباحات ألعاب الأطفال في الحدائق والمتنزهات العامة، وخصوصا في الشواطئ . إن هذا الإجراء الحضاري، والذي تبعه أمس الجمعة إجراء آخر تمثل بقيام الأمن في الشيخ عثمان بتكسير محلات بيع القات المفترشة الشارع الممتد من سوق اللحم، حتى أعلى مسجد النور .. إن إجراءات كهذه لتبعث فينا الأمل في مزيد من الإجراءات الحضارية، الرائعة، وهو ما ترجمه المهندس قائد راشد أنعم حين طالب في تصريحه الصحافي نفسه مدراء عموم المديريات والأجهزة الأمنية وجهات الاختصاص بالنظر في الأمر، وبما يضمن حق المواطنين في الراحة في متنزهاتهم، واحترام خصوصياتهم، وحمايتهم من كل ما يؤدي إلى مضايقتهم، من سلوكيات ضعاف النفوس، أو أي ممارسات تؤدي للإساءة إلى هذه المتنفسات، ومن ذلك عبث السيارات والمركبات المتنوعة التي تعمد إلى تجاوز الأرصفة، والتجول الفوضوي في حرم الكورنيشات، والمتنفسات، وهو ما يعاني منه على سبيل المثال كورنيش قحطان الشعبي بخورمكسر، الذي نفذ فيه صندوق النظافة والتحسين أعمال صيانة، وتحسين، وتشجير خلال شهر رمضان المنصرم لتهيئته لاستقبال رواده، وذلك بالنظر لما يؤدي إليه هذا السلوك الطائش الذي يمارسه هؤلاء الطائشون جهارا نهارا من تهديد لسلامة المتنزهين من العائلات، والأطفال، ومن مختلف الأعمار، ويحرمهم من حقهم في الإستمتاع في تلك المتنفسات، التي أنشئت أصلا من أجلهم. إن جهود النظافة والتحسين التي ينهض بها صندوق النظافة بملايين الريالات، وهي من أموال الشعب؛ ستغدو بأعمال اللامبالاة، والإساءة إلى نظافة المدن والأحياء، والإساءة إلى أعمال التحسين .. ستغدو هذه الجهود والقدرات هباء منثورا، وأثارا تستوقف القلوب الكليمة، المحبة للجمال في هذا البلد، ومن هنا أيضا جاءت دعوة المدير العام التنفيذي للصندوق في ختام تصريحه كل جهات الاختصاص، ومنها الأمن والمرور إلى ردع العابثين ووضع حد لهذه الظواهر العبثية الدخيلة لما تمثله من عوامل هدم، ومعاول إساءة، وإهدار لجهود مئات البشر العاملين تحت حر الشمس، وقسوة الصيف، وبرد الشتاء.. وفي الأخير نقول: إن نظافة عدن هي هم كل محبيها، وجمالها؛ تاج فخر، واعتزاز على رؤوس الجميع، فمتى نستشعر المسؤولية الملقاة على عواتقنا، ومتى يصدق القول الفعل ؟؟ .