الوضع في وادي حضرموت يتسم بالغموض وعدم الوضوح تتنازعه قوى متعددة سياسية وعسكرية وقبلية محلية وإقليمية وخاصة المملكة السعودية ، التي تتمتع بنفود واسع ، وقد زارت الرياض عدة وفود مكونة من وجاهات قبلية ودينية وسياسية من حضرموت الوادي وشخصيات حكومية ، منذ قيام عاصفة الحزم بقيادة المملكة السعودية ، وإندلاع الحرب مع الإنقلابيين ، لكن لم تتبلور بعد حتى اليوم نتائج هذه الزيارات وأبعادها وأهدافها ، وتنعكس بشكل إيجابي ، ولاسيما على الوضع الأمني في الوادي ، الذي يشهد إنفلاتا واضحا ، أنعكس ذلك في إزياد ًجرائم القتل ، في ظل عجز السلطات الأمنية والعسكرية في إلقاء القبض على الجناة ، وتسجيلها ضد مجهول . إنّ مايشهده الوادي من تطورات وخاصة على الصعيد الأمني ، وهو الأهم ، يجعلنا نتساءل بحذر وخوف عن وحدة حضرموت واديها وساحلها ، وماهي الترتيبات المستقبلية الآتية للوادي ، في ظل تسارع الاحداث وتعقد الحسم العسكري واسقاط الإنقلاب ، وانسداد الأفق السياسي وغياب الحل الذي ينهي الحرب ومعاناة ملايين المواطنين ، هذه المعاناة التي تقترب من الكارثة وعاى مايبدو أن التحالف العربي لمحاربة الإنقلابيين في اليمن ، في ظل التكاليف الباهضة لهذه الحرب التي تدخل عامها الثالث بشريا ومادياً ، وتأخر الحسم العسكري ، وعدم الجدية والحماس من قبل مَنْ هم في الميدان لإسقاط الإنقلاب ، وتحرير العاصمة من قبضة الإنقلابيين ، وحتى لاتتحول هذه الحرب إلى حرب استنزاف ، ومشروع للإثراء والارتزاق من قبل تجار الحروب في اليمن ، لجأ التحالف العربي إلى تعزيز سلطة الشرعية وتأمين الإقامة الدائمة للرئيس في عدن ، وتأمينها من أي نفوذ وخطر إيراني أو للإنقلابيين ، وهذا مايفسر وصول لواء المغاوير السعودي إلىيها لهذه المهمة ، ولايستبعد أن تكون هناك ترتيبات معينة وصفقة لإيقاف الحرب ، نتجة للضغوطات الهائلة التي تمارس ضد التحالف من قبل المجتمع الدولي ،ووصول التحالف إلى قناعة بأن دخول صنعاء مكلف للغاية ، ولم يعد سهلا ، في ظل الجمود في جبهات الحرب في الشمال والتخاذل الواضح الذي يبدو للمتتبع لسير المعارك ، حيث لم يتم حتى اليوم التحرير الكامل لأي مدينة أو محافظة من هيمنة الإنقلابيين في الشمال ، لايعود ذلك بسبب قوة العدو ، وإنما لغياب إرادة التحرير لدى الطرف الآخر ، ماعداء المحافظات الجنوبية ، التي تدفع ثمن هذا التحرير اليوم ، بفرض الحصار عليها وتعذيب مواطنيها من خلال ترديء خدمات المياه والكهرباء والصحة ، وأزمة المشتقات النفطية ، والفلتان الأمني ، وانتشار القتل وغيرها من المنغصات اليومية للحياة ، وتاخير دفع مرتبات الموظفين العسكريين والمدنيين المتقاعدين وغير المتقاعدين . نعم الكل يتطلع إلى اليوم الذي تنتهي فيه الحرب ويعود السلام وتنتهي معاناة المواطن ، ويهزم التحالف الإجرامي للإنقلابيين إلى الأبد وينتهي خطرهم ، لكن أية ترتيبات أو تسويات قادمة ، لاتأخذ بجدية إيجاد حل عادل للقضية الجنوبية يستجيب لتطلعات الجنوبيين وحقهم في تقرير المصير ، لن يكون مقبولا على الإطلاق ولن يكون هناك سلام دائم واستقرار في اليمن .