حرقني قلبي .. وأشتعل فؤادي ناراً .. ولم أعد أقوى على الرد أو تجميع كلمات ترد على سؤال أحد أبناء الحارة الصغار عندما سألني وأنا عائد من الصلاة إلى البيت .. قائلاً : متى العيد يا عمو..؟ قلت له دخلت عشر ذي الحجة وبنهايتها سكون يوم الوقفة بعرفات التاسع من ذي الحجة .. والعيد سيكون بإذن الله تعالى يوم الجمعة العاشر من ذي الحجة .. كرر السؤال .. والمشاهرة متى باتجي؟ قلت له قالت الحكومة قبل العيد .. وظننته أقتنع لكنه كرر السؤال البريد ما يقدر يشاهر الناس كلها .. قلت له وكالات الصرافة باتصرف والتحويلات والبنوك ولجان صرف المرتبات للجيش والشرطة وأجهزة الأمن . قال أدعي الله لبابا يتشاهر منشان يلحق السوق يجيب لنا ملابس العيد!! قلت له يا ليت الحكومة تسمع كلام الغلابا من أبناء الفقراء المعتمدين على المشاهرة في كل مصاريفهم واحتياجاتهم من متطلبات العيد وحتى في أفراحهم لفرحة العيد. عيد هذه السنة عيد عجيب أن يأتي والحكومة كلها بالسعودية .. وماذا يفيد وصول الحكومة ليلة العيد ؟ هل من أحد يذكر أن بعدهم شعب وأمة ومرضى وأطفال يريدون أن يذوقوا طعم العيد .. هاه يا حكومة هل من يمثلكم في الداخل لشئون العيد وشئون الناس والبلاد عجبي من التفاف الحكومة حول رئيسها القائد المشير عبدربه منصور هادي .. حيث لا يظهر هذا الالتفاف إلا عند السفر للسعودية " لماذا لا تعملون على تجسيد هذا الالتفاف حول الرئيس في الداخل في مرافقكم وبين قبائلكم وأسركم .. ومناطقكم .. ولقاءاتكم المفقودة بجماهير الشعب الذي أعفيتموه من الخروج للقاء بكم وحددتم أنتم القاطع المانع عن جماهير الشعب أمام الرئيس. فوصولكم إلى السعودية كنا نفتكر إنه لأداء فريضة الحج لكن ظننا خاب أنكم قلبتوا الرأس لتكونوا أولى القربى بالرئيس وأنكم تمثلون الشعب. شوفوا من كذب على رئيسه ..كذب على شعبه . أما نحن كمواطنين صادقين أوفياء مخلصين فنتمنى وصوله إلى العاصمة عدن وزيارة المحافظات المحررة لمشاركتنا آلام وآهات عيدنا .. عيد الأضحى المبارك لنسمع منه ويسمع منا كشعب .. على حلحلة كثير من المسائل المعلقة التي تحتاج إلى قرار شعبي وليس لقرار حكومي .. ومشاركتنا ألآمنا وأوجاعنا بعد أن ضاقت علينا مساحة العافية لا نسمع ولا نرى إلا زيادة المرضى .. وحالة الغبن والعوز وفقدان كل شي .. حتى ابتسامة العيد المعهودة تحولت إلى آهات وآفات وأوجاع .. أيش ما عاد شي حد معنا !!؟ معنا قيادة مجربة أكل عليها الدهر وشرب ..أنها من صنع هذا الواقع إلا أنها نست أصولها وجذورها .. فالإضاءة لا تنطفي عن بيوتهم والمياه عندهم لا تنقطع .. واحتياجاتهم اليومية مليانة بالوفاء والتمام .. فلا يحسون معاناة الفقراء .. إننا وطن واحد لم تمسنا توزيعات أو تشطيبات أو تقسيمات .. تعودنا حياة الاستقرار والنقاء والصدق والأمان .. لنا عاداتنا وتقاليدنا في كل المناسبات الدينية والوطنية ..نفرح من قلوبنا ونفرح أبناءنا الغلبة المنتظرون شهر المشاهرة .. هل من سأل عنهم كيف يعيشون ومن معطيهم ؟ ولكن تسأل عنهم الحكومة التي التزمت بحق عقد العمل لخدمة الوطن .. كيف تريدون حماة وطن أن يدافعوا عن وطنهم وهم وأسرهم يتضورون جوعاً ( من سبعة أشهر بدون مرتبات) ، وكيف تتوقعون من مسئولين مدنيين من قضاه ونيابة و دكاترة ومدرسين ومدرسات وعمال مهرة يصبروا حتى تأتي الرواتب التي أصبحت لغزاً في كل شهر يحتاج إلى مهرة في حل الألغاز !! وحل الكلمات المتقاطعة !!. ورحم الله سياسة طويل العمر الشيخ حسين ناصر عمير مدير عام مؤسسة اللحوم الذي كان يشارك مشاركة فعالة في صنع الابتسامة وخلق روح الأمل والاستقرار وهدؤ الأنفس .. وهو يقدم الأضحية في أسواق البيع بعشرين دينار .. وليست بسعر اليوم الذي يصل فيه رأس الأضاحي بقيمة مشاهرة شهر!!. عيد فيه ينتشر التلوث البيئي .. وطفح المجاري .. وتناول المياه الملوثة والأغذية الفاسدة .. والأدوية منتهية الصلاحيات .. فرحمة يا دولتنا على الصابرين .. ولكم النعمة وللآخرين الفناء .. فأتقوا الله .. والله رؤوف بالعباد ) .. أو كما قال الشاعر المتنبي : عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ إنّي نَزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُمُ عَنِ القِرَى وَعَنِ الترْحالِ محْدُودُ جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ