المسافة بين عدن وطورالباحة نحو 85 كيلو متر. وحتى نهاية السبعينيات كان السفر عبر هذه الطريق يستغرق ليلة كاملة واحيانا أكثر بالنسبة للشاحنات ولاتسلكة إلا السيارات والشاحنات ذات الدفع الرباعي حيث يتخلل الطريق اكواد ورمال تشبه التلال الجبيلة الصغير " كود العضلي " قبل ان تسلك السيارات وادي الرجاع ولربما الاغنية الجميلة التي يقول مطلع كلماتها " عدن' عدن ياليت عدن مسير يوم ساسيربه ليلة ماشرقد النوم" استوحت كلماتها من مشقة السفر الذي يعانيه المسافر عبر طريق عدن - طور الباحة فابناء الحجرية بحكم الجغرافيا كانوا ولازالوا يسلكون هذه الطريق؛ ومع ذلك عدن تستحق العناء فهي مصدر عمل وتجارة ومركز تسوق. في الثمانينيات قامت الدولة ومن خلال مصلحة الطرق وتحت إشراف المهندس الكفء علي بن علي شكري الذي رابط هو وعمالة شهورا تحت اشعة الشمس الحارقة في شق وتعبيد وسفلتت طريق- الوهط طور الباحة وتم إنجازها في زمن قياسي و بمواصفات فنية جيدة؛ وأن كان لم يتم بناء الجسر الرئيسي المعلق الذي كان يتعين ان يربط بين "نهاية قرية الهاجرية وعاصمة المديرية" لتجنب مرور السيارات في مجرى الوادي "وادي معبق ومع ذلك وصل الخط المعبد والمسفلت طريق الوهط - طور الباحة إلى مسافة لاتبعد إلا مئات الأمتار عن سوق السبت مركز عاصمة المديرية. وقد اعتبر ربط طور الباحة بعدن وبطريق مسفلت حدثا استثنائيا وانجازا كبيرا لابناء مديرية طور الباحة وللمناطق المجاورة ولناحية توفير الوقت والجهد والمشقة حيث أصبح المسافرون عبر هذا الخط لايحتاجون أكثر من ساعة ونصف إلى ساعتين لقطع المسافة بعد ان كانوا يحتاجون ليالي ".. ساسيربه ليله ماشرقد النوم ".. أسرد هذه القصة لا بين كم كانت هذه الطريق شاقة وكم هي هذه الطريق ايضا مهمة وحيوية وكم تخدم من مناطق. لكن هذه الطريق اليوم أصبح يطلق عليها طريق الموت وإذا كان زمان كانوا الناس الذين يجري اسعافهم الى مستشفيات عدن يموتون في الطريق بسبب وعورة الطريق الصحراوية والوقت الطويل التي تحتاجها لنقل الحالة فاليوم أصبحت طريق الوهط -طور الباحة يطلق عليها طريق الموت لارتفاع عدد الحوادث المرورية ويعود ذلك للأسباب التالية : أولا الطريق بني بخط واحد وبمواصفات محلية وليس دولية وخلال كل هذه الفترة منذ الثمانينات وحتى اليوم لم تعمل الدولة على توسيع هذا الخط وسفلتتة بحيث تصبح الطريق من خطين و تستجيب مع ماحدث من نمو سكاني و مع زيادة عدد السيارات والمركبات والشاحنات التي تستخدم هذه الطريق والتي تضاعفت أربع مرات تقريبا وهذا الوضع يمثل صورة من صور الاهمال وعدم الاهتمام من قبل الدولة بمنطقة الصبيحة الذي مورس ولا يزال يمارس حتى اليوم على صعيد مختلف المشاريع والمجالات وتعبير عن سؤ تخصيص وتوزيع الموارد العامة وغياب العدالة الاجتماعية؛ والأمر ينسحب إلى الوظيفة العامة وهناء لا يجد الباحث وحتى المواطن العادي صعوبة كي يقارن بين عدد المعينين في المناصب العلياء والدنياء من أبناء هذه المنطقة مع مناطق اخرى و مع ذلك نقول اللهم لا الحسد. ثانيا مع التغيرات البيئية التي تسبب بها الإنسان حول هذا الطريق؛ ومع تعاظم حالة الجفاف وهو السبب الرئيس وفي منطقة تعرف بأنها منطقة صحراوية فقد شكلت حركة الرمال وتكومها المستمر وبسرعة مذهلة سببا رئيسا لتسارع الحوادث المرورية حيث يؤدي تكوم الرمال الخفيفة في الطريق العام إلى انزلاق السيارات وانقلابها وهو ما رفع من عدد الأشخاص الذين يلقون حتفهم في هذه الطريق. ثالثا يتعين ان تسير اليسارأت والمركبات عبر هذا الخط بسرعة كبيرة فالمنطقة مستوية مقارنة بطرق اخرى لكن المشكلة ليس فقط في الكثبان الرملية ولكن أيضا تكثر الحيوانات "جمال - اغنام " بسبب عمليات الرعي الذين يقومون بها البدو والرعاة وهو أيضا عامل من عوامل ارتفاع مستوى الحوادث خاصة مع ضيق الطريق ووجود إنفاق حفر بالقرب من جوانب الطريق وهو الأمر الذي يصعب من نجات السيارة وركابها" فلا مكان للمناورة ". والمشكلة إن الرمال التي يجري تراكمها على الطريق وبسرعة لايجري ازالتها بنفس السرعة او بشكل يومي او حتى أسبوعي وهو الأمر الذي يرفع معدلات الانزلاقات وبالتالي معدلات الضحايا في هذه الطريق مقارنة بطرق رئيسية اخرى. كما انه في هذا الطريق الصحراوي السريع تغيب ايضا إشارات المرور. كل هل هذه العوامل جعلت المواطنين يطلقون على طريق طور الباحة طريقة الموت لناحية عدد الضحايا المرتفع بسبب الحوادث المرورية؛ ولذلك نطالب الدولة أولا باعتماد مشروع لتوسعة طريق الوهط -طورالباحة؛ وضرورة ثانيا توفر على مدار الساعة فريق من الآليات المناسبة لجرف الرمال التي تتراكم على الطريق؛ وثالثا لا بد من منع التوسع في عمليات الحفر التي وصل بعضها الى حوافي الطريق العام؛ مع الابقاء مسافة كافية تؤمن توسيع الطريق مستقبلا مع الاهتمام بنصب علامات مرورية فسفورية على طول الخط ترشد السواقين وتحذرهم وخاصة ليلا في طريق صحراوي مظلم.