أكد رئيس وكالة إدارة الأحوال الطارئة الأميركية بروك لونج، أمس، أن الإعصار إيرما دمر تماماً ربع المنازل في جزر فلوريدا كيز، مبيناً أن أضراراً كبيرة لحقت ب60٪ مما تبقى من منازل، والتي هي أيضاً تضررت بشكل أو آخر. وبدأ سكان كيز بالعودة إلى أنقاض منازلهم إلا أن معظم الأراضي المنخفضة في الأرخبيل الواقع جنوبميامي، لا تزال مقفلة أمام حركة السير بانتظار انتهاء السلطات من تقييم الأوضاع. وأظهرت صور ومشاهد التقطت من الجو، دماراً كبيراً وواسعاً حل بالمنطقة الغنية بأشجار النخيل، والتي تستقطب عادة السياح وهواة الإبحار والغطس. وارتفع عدد الأشخاص الذين انقطعت عنهم الكهرباء بولاية فلوريدا بسبب إعصار إيرما إلى أكثر من 7 ملايين منزل وشركة وأماكن أخرى.
وقال مسؤولو الولاية: إن الرياح الشديدة قطعت خطوط الكهرباء، وتسببت في انقطاع التيار عن نحو 7.3 مليون منزل وشركة وأماكن أخرى جنوب شرق الولاياتالمتحدة. وفيما أعلنت أجهزة الأرصاد الجوية أن شدة إيرما تراجعت، لكنه ما زال يشكل خطراً كبيراً، ذكر المركز الوطني للأعاصير أن العاصفة عبرت إلى جورجيا مصحوبة برياح سرعتها 100 كلم، وأنها وصلت الشمال الشرقي من تالاهاسي عاصمة فلوريدا. وفيما سمحت السلطات لحوالي 90 ألفاً من سكان ميامي بيتش ومن بعض مناطق فلوريدا كيز، بإمكانية العودة إلى منازلهم، وأعادت فتح بعض المطارات، لكنها نبهت السكان إلى أن البقاء بالمنطقة لن يكون قراراً حكيماً.
ووصلت أمس، حاملة الطائرات «إبراهام لنكولن» قبالة الساحل الشرقي لفلوريدا ترافقها سفينتان برمائيتان للمساعدة في منطقة كيز المنكوبة. وقالت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون»: إن الجيش سيوزع الطعام ويساعد في إخلاء 10 آلاف من سكان المنطقة الذين لم يتمكنوا من المغادرة قبل الإعصار. وقام حاكم فلوريدا ريك سكوت بجولة تفقدية بمروحية فوق جزر كيز، وقال: «ما شاهدناه مروع.. انقلبت كل المنازل النقالة»، مضيفاً أن شبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء كلها معطلة.
وأرسلت الحكومة الألمانية فريقاً يتألف من 31 شخصاً يمثلون الخارجية والجيش ووكالة الإغاثة التقنية، للمساعدة في إغاثة ضحايا إيرما، بينما نقلت طائرة شحن تابعة للجيش الألماني طراز «إيه 400 إم» بنقل مواد إغاثة إلى جزيرة كوراساو في البحر الكاريبي. من جهته، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وملك هولندا فيليم - الكساندر، أمس، جزر الانتيل التي اجتاحها إيرما للاطلاع على الحجم «غير المسبوق» للأضرار، ومحاولة تهدئة غضب السكان حيال الآليات المعتمدة لتوزيع المساعدات. كما توجه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى الجزر العذراء البريطانية وانجويلا، حيث تواجه الحكومة البريطانية اتهامات بالتقصير في إدارة الأزمة. وبعد جوادلوب، سيتفقد ماكرون جزيرة سان مارتن (الفرنسية - الهولندية) وجزيرة سان بارتيليمي الفرنسية، وهما الجزيرتان الأكثر تضرراً من إيرما.
وأقامت باريس وأمستردام، جسوراً جوية وبحرية لإجلاء الأشخاص الأكثر ضعفاً وإرسال مساعدات إغاثية، بينما أعلنت الحكومة البريطانية أنها خصصت مبلغ 32 مليون جنيه للمساعدات الطارئة (35 مليون يورو) من أجل 88 ألفاً من رعاياها المقيمين في المنطقة التي ضربها الإعصار، كما أرسلت 10 طائرات محملة بمعدات الإسعافات الأولية والمواد الغذائية ومياه الشرب، إضافة إلى نشر 700 عسكري وأكثر من 50 شرطياً.
وفي مناطق أخرى منكوبة بالفيضانات والأمطار الغزيرة، أعلنت السلطات الإيطالية أمس، انتشال جثة رجل يبلغ 67 عاماً، ما رفع إجمالي عدد الوفيات جراء السيول التي اجتاحت مدينة ليفورنو بإقليم توسكاني، إلى 9 أشخاص، بخلاف الدمار الشديد الذي لحق بالمنطقة. وفي الفلبين، تسببت الأمطار الغزيرة بحدوث فيضانات في مناطق بالعاصمة مانيلا والأقاليم القريبة منها، ما أدى لإغلاق الأسواق المالية والمكاتب الحكومية والمدارس أمس، مع اجتياح عاصفة مدارية لجزيرة لوزون الرئيسية. وأمرت السلطات بإجلاء السكان في بعض البلدات، فيما تحدثت أنباء عن 13 مفقوداً.