جلست فترة كنت كل ما اصحي الصباح اروح عند ابو الخمير واخذ لي قلص شاي وحبتين خمير واشتري صحيفة عدن الغد من مكتبة سفيان اللي جنب ابو الخمير واجلس اقرأ اهم ماتحتويه الصحيفة من اخبار .. ظللت فترة مواضب على هذا البرنامج وكانت اصادف في اوقات كثيرة واحد من ابناء المحافظات الشمالية يجلس يشرب شاهي ويقرأ صحيفة اخبار اليوم.. بيوم من الايام سالني هذا الرجل لماذا اشتري صحيفة عدن الغد دون سواها من الصحف؟ قلت له بصراحة لإنها صحيفة مهنية تنقل كل الاحداث بكل حيادية لو تصفحتها بتلاقي حديث لعفاش واخر للحوثي وخطاب للبيض ورسالة من علي ناصر وبيان لليدومي ومسيرة لانصار مجلس باعوم واخرى لمجلس قاسم عسكر وصالح يحيى في عدن ومسيرات اخرى في لانصار الله وللاصلاح والموتمر في صنعاء وهذا التنوع يجعلني اميزها من بين كل الصحف.. قال لي معقول ؟ قلت له نعم ثم سالته وقلت له ولماذا انت ملتزم بشراء وقراءة اخبار اليوم؟ رد لي قائلا لإن فيها اخبار " تعجبني " المهم دارت الايام واجت الحرب والرجال شل نفسه وسافر بلاده الى حوالي قبل اسبوع اشوفه امامي وجالس في نفس المكان حق ابو الخمير وبيده صحيفة.. قلت له حمدلله ع السلامة وين الغيبة؟ قال هربنا قبل الحرب ورجعنا بعد ان تحسنت الاوضاع نسبيا في عدن!! قلت اهلا وسهلا ثم قلت له اراك كما انت لازلت ملتزم بشراء صحيفة اخبار اليوم؟ قال يا اخي ايش اسوي فيها اخبار " تعجبني " .. قليل الا والرجال يخرج تلفونه من جيبه ويقول لي ما شفت وش كتب فتحي ؟ قلت له " لا " وش قال؟ قال نازل على مجلس الزبيدي وعلى الامارات وجلس الرجال يقرأ منشوراته .. بعد اكمل حديثه سالته انت متابع لفتحي؟ قال نعم قلت له ما الذي يشدك لمتابعته؟ قال هو كاتب " مهني " قلت له كيف " مهني " ؟ قال هو يكتب مع الكل وضد الكل يوم مع هادي وبكرة مع عيدروس وبعده مع عفاش وبعد بعده مع الحوثي وبعد بعد بعده مع الاخوان وهنا تكمن المهنية ام نسيت حديثك عن صحيفة عدن الغد حين وصفتها بالمهنية.. قلت له لم انسى ولكن حديثي ذاك كان عن الصحيفة كوسيلة اعلامية تغطي الوقائع والاحداث بعيدة عن الانتماء وليس عن شخص يسوق لأفكار كل يوم بشكل ولون مختلف عن اليوم الذي سبقه .. ثم قلت له في العرف الصحفي يقال هذا صحفي " مهني " او " محايد " او هذه صحيفة " مهنية " او تغطي " بحياديه " اما في العرف السياسي او المجتمعي لا وجود لمصلح " كاتب مهني " وانما يقال عن الكتاب والمفكرين والمثقفين فيقال هذا صاحب قلم " حر " او " وطني " او هذا قلم " تنويري " او عكس ذلك فيقال هذا قلم " رخيص " او " مأجور " .. بعد ذلك شليت نفسي ورحت احاسب ابو الخمير الا والرجال يسالني وين صحيفة عدن الغد؟ قلت له بطلت اقرأ جرائد . قال وايش اللي حامله بيدك ؟ قلت " كتاب " قال ما اسمه ؟ قلت له " باحثون عن وطن في زمن الاقلام المأجورة "