ارتفع عدد حالات المشتبهة بالإصابة بالكوليرا في اليمن، وفق بيانات صدرت الأربعاء عن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إلى 700 ألف حالة في أقل من ستة شهور، وأكثر من ألفي حالة وفاة مرتبطة بها منذ 27 أبريل/ نيسان الماضي، «ولا تزال حالات الإصابة بالوباء في ارتفاع». وينتشر وباء الكوليرا في (22) محافظة من أصل (23) محافظة وفي ( 333 ) مديرية و12في المائة من مناطق اليمن صنفها «اوتشا»، بأنها «صعبة للغاية للوصول إليها أو وجود مستويات عالية من القيود المفروضة على الوصول». وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن أكثر من 1.7 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية في هذه المناطق. وأشار مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن إلى أن 78 في المائة من الأسر اليمنية صارت أسوأ اقتصادياً مما كانت عليه قبل سنتين. ووفقا للنسخة الإنكليزية من التقرير الدوري الصادر عن مكتب «اوتشا»، اطلعت عليها «القدس العربي»، فقد قتل في الحرب المستعرة في البلاد، منذ آذار / مارس 2015، 8530 شخصاً، وأصيب 48848 شخصاً بجروح. وتضررت أو دمرت أكثر من 500 مدرسة وعدم تمكن أكثر من مليوني طفل من أطفال المدارس من الالتحاق بالمدارس. وتحدث التقرير عن «أن اليمن، وهي بالفعل أفقر بلد في الشرق الأوسط، قد دمرته مأساة ثلاثية صنعها الإنسان: شبح المجاعة، أكبر تفشي للكوليرا في العالم منذ عام واحد، والحرمان اليومي والظلم الناجم عن الصراع الوحشي. وحسب تلك البيانات فإنه خلال آب / أغسطس الماضي، أبلغ عن زيادة كبيرة في حالات الكوليرا المشتبه فيها في مقاطعات مختارة من سبع محافظات يمنية، وأهم هذه الزيادة كانت في ثلاث محافظات هي: الحديدة (التي شهدت زيادة بنسبة 40 في المائة)، وإبوعدن. ويشهد اليمن منذ عامين ونصف العام حرباً بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي مدعوماً بتحالف عربي تقوده السعودية من جهة ومسلحي جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى. وأدى النزاع الدائر في اليمن إلى تحول البلد «إلى أكبر أزمة في العالم في انعدام الأمن الغذائي». وحسب بيانات التقرير الصادر عن «اوتشا» فقد «وجد تحليل للاحتياجات في يوليو / تموز 2017 أن حوالي 20.7 مليون شخص بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة أو الحماية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك 9.8 مليون شخص في حاجة ماسة؛ وهو ما يمثل زيادة بنسبة 10 في المائة تقريباً منذ نشر نظرة عامة على الاحتياجات الإنسانية لعام 2017 في تشرين الأول / أكتوبر 2016. وفي الوقت نفسه، أصبح 17 مليون شخص يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي، أي بزيادة قدرها 21 في المائة عن تقديرات عام 2008». إلى ذلك أصبح « 6.8 مليون منهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، ويعاني نحو 1،8 مليون طفل ومليون امرأة حامل أو مرضعة من سوء التغذية الحاد، بمن فيهم 000 385 طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد». وأشارت البيانات إلى أنه منذ آذار / مارس 2015، أغلقت 42 في المائة من الأعمال التجارية المملوكة للنساء في حين أن أكثر من 70 في المائة من الشركات الصغيرة والمتوسطة قد استغنت عن الموظفين. وقد دفعت الحالة المزيد من الأسر إلى مزيد من المشقة… مؤكدة أن حوالي 78 في المائة من الأسر صارت أسوأ حالاً من الناحية الاقتصادية مما كانت عليه خلال فترة ما قبل الأزمة. وحسب البيانات فان «ومنذ ما يقرب من عام، لم يحصل 1.25 مليون موظف حكومي وأسرهم -أي ربع السكان -على رواتب منتظمة. وقد دمر ذلك سبل عيشهم». وانتقد «اوتشا» ما اعتبره تواصل طرفي النزاع تجاهل أحكام القانون الإنساني الدولي التي تحمي المدنيين والبنية التحتية المدنية أثناء الحرب. ووفق البيانات فإنه « في شهر آب / أغسطس، وردت تقارير عن التأثير المباشر للغارات الجوية أو القتال البري أو القصف أو غير ذلك من أشكال العنف على المدنيين والهياكل الأساسية المدنية. حيث تجاوزت الغارات الجوية المبلغ عنها في النصف الأول من هذا العام بالفعل العام 2016، وبلغ متوسط عدد التقارير الشهرية ثلاثة أضعاف ما كان عليه في العام الماضي. وبلغ المتوسط الشهري لعدد الاشتباكات المسلحة المبلغ عنها في عام 2017 أعلى بنسبة 56 في المائة عن العام الماضي». كما أشارت المعلومات إلى أنه «حتى 15 آب / أغسطس 2017، أبلغت المرافق الصحية عن مقتل 8530 شخصا وإصابة 48848 شخصا بجراح منذ آذار / مارس 2015. وهذه الأرقام هي فقط من الحالات المبلغ عنها؛ فإن أعداد الإصابات الفعلية أعلى بكثير». ونوه التقرير بتأثير النزاع « تأثيراً شديداً على الخدمات الاجتماعية. وقد تأثر نحو 1700مدرسة تأثراً مباشراً بالنزاع بحلول حزيران / يونيو، بما في ذلك أكثر من 500 1 مدرسة تضررت أو دمرت و21 كانت تحتلها جماعات مسلحة. وقد أدى ذلك إلى عدم تمكن أكثر من مليوني طفل من أطفال المدارس من الالتحاق بالمدارس. كما أنه واعتباراً من تشرين الأول / أكتوبر 2016، كان ما لا يقل عن 274 مرفقا صحيا قد دمر».